12:08 ص

فتت أهدافك.. تنجح


تظل الأهداف الكبرى صعبة المنال، ويصاب أصحابها في البدايات بنوع من الإحباط والعجز عن رؤية الثمار، كما أنهم ينظرون إلى الهدف المنشود على أنه أشبه بالكتلة الواحدة التي يصعب تحقيقها، أو كاللقمة الضخمة التي يستحيل ابتلاعها .

ولذا كان من المهم لأصحاب الأهداف السامية، والطموحات الكبيرة التي لاتتحقق إلا في سنين، من المهم أن يقوموا بتجزئة تلك الأهداف الكبار إلى أهداف صغرى تتحقق خلال ساعات أو أيام أو أسابيع..
فإذا بهم يرون الهدف الكبير .. درجات ومراحل يسهل تنفيذها وتخطيها .. ويجدون أنهم – دون أن يشعروا – قد اقتربوا من تحقيق أهدافهم في الوقت المحدد، بينما يجدون الكثير من أقرانهم ورفاقهم قد نكصوا وتوقفوا وأصابهم الملل .
فتجزئة الأهداف طريق أمثل نحو تحقيقها، ونقلها من عالم الأحلام إلى عالم الواقع .
كما أن هذه التجزئة تجعل المرء يشعر بالنجاح في كل يوم، وتراه ممتلئاً بالفرح والسرور، تاركاً الهم والقلق جانباً، ذك أنه يشعر بما يطلق عليه الزميل د.عبدالله السهلي ( النجاحات الصغيرة) والتي هي كمثل الجداول الصغيرة التي تجتمع فتصبح نهراً جارياً ..

وهذه التجزئة تساهم في إدارة أفضل للأوقات، حيث يستطيع الشخص الاستفادة من الأوقات المتاحة وأوقات الفراغ والانتظار.. في تحقيق هذه الإنجازات الصغيرة .
ولو تناولنا كتابة رسالة الدكتوراه – كمثال- فإن الطالب يشعر بضخامة العمل وصعوبته وأنه بحاجة لسنوات من أجل إكمالها، فإذا ماقام بتجزئة العمل إلى أجزاء صغيرة، فجزء لجمع المراجع، وجزء لإعداد الخطة، وجزء لكتابة المبحث الأول، ثم بدأ العمل على هذا الأساس فإنه سيجد أنه – وخلال فترة يسيرة – قد خطا خطوات جبارة نحو تحقيق الهدف.
والأمر نفسه في تعلم اللغات الأجنبية أو إتقان استخدام الحاسب أو إتقان أي فن من الفنون، أو حفظ كتاب الله أو متن من المتون العلمية .
فانطلق أخي الكريم بطموحات عالية، ثم فتت وجزّء أهدافك الكبرى إلى أجزاء صغيرة .. ثم ابدأ العمل واترك التسويف، وتحمل الأذى والجهد، فبالنصب والتعب تنال القمم ..


وإذا كانت النفوس كباراً  * تعبت في مرادها الأجسام

0 التعليقات:

إرسال تعليق