11:23 ص

روعة الابتكار الوقفي


لاتزال الحاجة ماسّة لابتكار أفكار ونماذج وحلول لدمج الوقف بالحياة العامة، وتوسيع نطاق المساهمة فيه لتصبح متاحةً لكل أحد،  ولا يكون الوقف قاصراً على أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، أو ملاّك العقارت دون غيرهم.
وقد سعدت بزيارة لموقع مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة في دبي على شبكة الإنترنت الذي تناول موضوع إدماج الوقف في حياة الناس، مشيراً إلى أن العمل الوقفي بحاجة للابتكار، وساق المركز نماذج تجعل الوقف متيسراً لكل جهة وفق نشاطها الرئيسي.
مما يجعل التفكير في هذا الأمر يتوسّع بشكل ضخم .
ولعلي هنا أذكر شيئاً مما طرحه المركز من ألوان الابتكار في مجال الوقف وأضيف إليه شيئاً من التفسير أو الدمج أو التفصيل، وهي نماذج جديرة بأن تحتذى ، كما أن الاطلاع عليها - دون شكّ - يدعوك أيها القارئ إلى المزيد من الابتكار والتجديد.

قد تكون بعض الصور التي عرضها المركز مما يمكن اعتبارها (وقفاً) في المفهوم الشرعي، وبعضها قد يكون أقرب للصدقة، لأن الوقف هو أمر متسم بالثبات، أي ثبات الأصل، واستمرار الغلّة أو الاستفادة منه، لكن وبغضّ النظر عن المصطلح وحدوده وتفسيراته، فإنني أدعوك للاطلاع على ال
ومن هذه النماذج :

1- طاولات المطعم الوقفية:  فيمكن للمطاعم تخصيص طاولات محددة من طاولات المطعم أو نوعاً من أنواع الطعام المعدّ في المطعم وقفاً يعود ريعه على أوجه الخير.

2-  المقاعد الوقفية :  يمكن أن تخصص الأندية الرياضية مقاعد محددة  في استاداتها الرياضية باعتبارها مقاعد وقفية، بحيث يعود ريع تذاكرها للصرف على المصارف التي ينصّ عليها النادي، والأمر ذاته ينطبق على مقاعد شركات الطيران، والقطارات، الوسفن والعبارات.

3- سيارات الأجرة الوقفية: يمكن لشركات سيارات الأجرة أو شركات تأجير السيارات أن تخصص بعض السيارات ضمن أسطولها ليكون ( سيارة وقفية) فيعود ريع إيجارها على المصارف بعد خصم التكاليف ( راتب السائق، الصيانة، ...).

4- الوحدات الوقفية: يمكن للمستشفيات الخاصة، وللفنادق، وللشقق والوحدات السكنية، والمنتجعات وغيرها أن تخصص بعض الوحدات أو الغرف أو العيادات لتكون وقفاً، ويكون ريعها مخصصاً للصرف على أبواب الخير والإحسان.

5- الأسهم الوقفية: يمكن للمشاريع الصغيرة والنشئة وللشركات المختلفة أن تقوم بتخصيص نسبة من أسهمها كأسهم وقفية يعود ريعها لخدمة المجتمع.

6- الساعات والخدمات الوقفية: يمكن للشركات الاستشارية أن تلتزم بوقف عدد معين من ساعاتها الاستشارية لتصبح ساعات وقفية، أو تعتبر أحد خدماتها المتنوعة (وقفية)، بحيث يتم صرف ريع هذه الساعات أو الخدمات على أحد المجالات الخيرية، أو يتم تخصيص تلك الساعات والخدمات - مجاناً-  للفئات الأكثر حاجة في المجتمع،  أو للجهات الخيرية، حسب نوع التخصص الذي تقوم به الشركة.

7-  البوابات الوقفية: يمكن للمرافق الترفيهية أن تقوم بتحويل أحد بوابات الدخول للمرافق إلى  بوابة وقفية، بحيث  يعود ريع التذاكر للداخلين من هذه البوابة للوقف، ويصرف على مصارفه .

8-  الإعلانات الوقفية: يمكن للقنوات التلفزيونية والإذاعية تخصيص ثوانٍ وقفية يعود ريع الإعلان خلالها لخدمة المجتمع، وفي الوقت ذاته يمكن للمراكز التجارية أن تخصّصّ شاشات وقفية داخل المركز أو وقتاً معيناً من دقائق العرض وساعاته ليعود ريع الإعلان فيها للمصرف المحدد أو تتم إتاحتها لبعض المشاريع الخيرية مجاناً، والأمر نفسه يمكن أن يقال عن (صفحات وقفية) في الصحف والمجلات المطبوعة ، و (زوايا أو بنرات وقفية) في المواقع الإلكترونية.

9- المواقف الوقفية: يمكن للجهات التي تمتلك مواقف خاصّة تقوم بتأجيرها أن توقف بعض هذه المواقف ويكون ريع المواقف الموقوفة طوال العام مصروفاً على مصارف الخير التي يرونها .

10- الرفوف الوقفية: يمكن لمحلات التجزئة أن تخصص (رفوفاً وقفية) ضمن متاجرها، بحيث يعود ريع تأجيرها أو ريع المنتجات المباعة عليها لخدمة المجتمع.

11- الأجهزة الوقفية: يمكن للمؤسسات التي تستحصل رسوم لاستخدام أجهزتها (مثال: جهاز طبي في مستشفى خاص) تحديد جهاز وقفي يذهب ريعه لخدمة المجتمعن والأمر نفسه يمكن أن يقال عن الأجهزة الرياضية، أو أجهزة التجميل.

كانت هذه بعض النماذج، ولا زال في الإمكان ابتكار مئات الأفكار الوقفية على هذا النمط الجميل.

فعّل عقلك، وأعمل تفكيرك، واكتب تعليقاً على هذه التدوينة تشير فيه إلى فكرة إضافية جديدة ، فلربما عمل بها أحد فنالك أجر المشاركة في الوقف من حيث لا تحتسب.

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

0 التعليقات:

إرسال تعليق