11:14 ص

رسائل خاصة لابني الحبيب


يا بُنيّ
إن درب الكسل والخمول والتفلّت.. يسيرجداً، وبإمكان الجميع أن يسلكوه، لكن عاقبته ليست يسيرة ولا مبهجة.

لذا فإنني أحيي فيك حيويتك ونشاطك وحرصك على العمل والإنجاز وتحصيل العلم والسعي وراء الرزق وجمع المال، ومع هذه الحيوية أهمس في أذنك:
لا تنس قلبك يا بني، رققه بالطاعات، وأصلحه بالنوافل، والحرص على الجماعة، وترك المحرمات، والرفقة الصالحة.

يا بُنيّ
لا تنظر إلى المنفلتين نظرة إعجاب،  بل انظر لهم نظرة رحمة ورأفة وإشفاق.

لا تتمن أن تكون مثلهم، فهم لم يجدوا من يحرص عليهم، ويخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه.
أشفق عليهم إذ لم يكن لديهم وازع داخلي يمنعهم من هذا التلفلت الذي مآله الخسران.
ارحمهم يا بني، وادع الله لهم بالهداية، واجتنبهم.

يا بُنيّ
ليكن قدوتك في هذه الحياة : أفاضل الناس، المذكورين بالخير حيثما حلوا ، من تلهج الألسنة بشكرهم، ومن تشيع وتذيع مواقفهم الحسنة في حياتهم وحين يقبض ملك الموت أرواحهم، ويبكي الناس كثيرا لفقدهم.

يا بُنيّ
إنك لا تعلم متى يقبض ملك الموت روحي أو روحك، فأسباب الموت اليوم كثيرة، وموت الفجأة يفجعنا كل يوم بحبيب أو قريب.

يا بُنيّ
لربما كان جسدك اليوم أو غداً "جنازة" تحمل على الأكتاف للصلاة عليها في هذا الجامع أو ذاك، فهل تراك على حال ترضي الله؟

يا بُنيّ
حين أمنعك من أمر، وأرفضه، فلا تظنّ بأنني أبحث عما يغضبك، أو يجلب لك الحزن، أو أضيّق عليك

إنما أمنعك لأنني أحبك، وأمقت كل شيء قد يضرّك، قد أصارحاك بالسبب حيناً، وقد أكتمه لمصلحة لا تعلمها أحياناً أخرى.

لا تنبّش كثيراً، لا تحرص على استنطاقي كل مرّة عن السبب، وثق بأنني حريص عليك.. أحياناً أحرص منّي على نفسي.

يا بُنيّ
إن استقلالك بالمال، أو بالأصدقاء، أو بالجوال، ووسائل الاتصال المختلفة لايعني أن تنسى فضل الله عليك، وإكرامه لك، وجوده عليك، فتنطلق بكل ما آتاك الله لتفعل ما يحلو لك.

تذكر أن كل ما أنت فيه  من حال إنما هو "نعمة" من الله، وبالشكر قولاً وفعلاً تدوم النعم.
واعلم بأن الله سبحانه قادر على أن يسلب منك كل نعمة أنعم بها عليك فجأة.
فلا تستعمل نعم الله في معصيته.

يا بُنيّ
كلما تصنعه اليوم بوالديك.. سيصنعه أبناؤك بك، فالجزاء من جنس العمل

يا بُنيّ
إنما هي أيام أو سنوات، ونودّعك، مفارقين هذه الحياة، لتبقى من بعدنا تصارع أحداث الحياة، وتخوض غمارها..
حين نغادر ستدرك حينها كم كنت مقصراً أو عنيداً أو متجاهلاً .. ستدرك وتندم ولات حين مندم .
فتدارك الآن مادام في الأمر فسحة، ومادمنا على قيد الحياة.

واسلم يا رعاك الله

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

هناك تعليقان (2):