6:58 م

د.صلاح الراشد .. والزيغ (2)

10 شوال  1439هـ
من خلال استماع مستمر لمواد وبرامج وحلقات د.صلاح الراشد، اتضح لدي بشكل واضح وجلي، أن لدى الدكتور صلاح انحراف رئيسي كبير، جاءت على إثره مجموعة غير محدودة من الانحرافات المتتالية، وهذا الانحراف يمكن إيجازه في أنه - ومن خلال كلامه - يعتقد بأن "الإسلام" مثله مثل أي دين سماوي أو مذهب بشري، ليس له ميزة تفضيلية، وبناء على ذلك، فالديانات أمام الناس على قدم المساواة ، والناس لهم حرية الاختيار المطلق، دون الحكم على اختياراتهم بالصحة أو الخطأ، فليس هناك صواب أو خطأ، بل هي اختيارات شخصية "محترمة" وأصحابها "محترمون" كذلك.

هذا الانحراف الرئيسي والكبير أدى به إلى مجموعة من الانحرافات المترتبة عليه، مع التنويه هنا إلى  أن الراشد يطرح آراءه ومعتقداته دون أي مبالاة بوجود نصوص شرعية تنافي ما يقول به بشكل قطعي.

ويقوم الراشد - أحياناً - بتضمين بعض الأدلة الشرعية في ثنايا كلامه حين يريد، وربما استدل بشكل صحيح على الجزء الصحيح اليسير في منظومته الفكرية التي يعتنقها، كنوع من التلبيس على المتلقين، وإشعارهم بالتوافق بين مايقوله وبين نصوص القرآن!
وهو في الوقت ذاته يخالف نصوصاً كثيرة في بقية معتقداته، وتجده حين تخالف قناعاته الأدلة، يضرب بها عرض الحائط، ويفسره بفهمه الخاص أحياناً أخرى، وربما أطلق أوصاف الذم والتشنيع على ما تأمر به تلك النصوص الصحيحة والصريحة في آن، فالراشد يستخدم النص "إذا وافق معتقده" ويترك النص "إذا خالف معتقده" فــ "مايعتقده" هو الحاكم المهيمن على النصوص الشرعية لديه!.
وبناء على هذا المعتقد "الرئيسي" الضال وهو أن الإسلام خيار ضمن خيارات كثيرة "متساوية أو متقاربة"، تأتي الانحرافات المترتبة عليه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما سيأتي ذكره.
 علماً بأنني سأجعل كلام الراشد بنصّه بين قوسين () طوال هذا المادة النقدية.

1- يعتقد الراشد بأنه لا فضل ولا خيرية لأمة الإسلام ولا لدين الإسلام!
يقول الراشد : (الشخص المبرمج دينياً يرى دائماً أنه هو الأفضل، هو شعب الله المختار، هو الأمة المختارة، أو له الأفضلية، ويقارن دائماً بالآخرين، يعني يرى أنه هو المسلم أو المؤمن، وهم الكفرة أو الفسقة، ويرى أنه هو اللي في الفردوس الأعلى أو في الجنة، وهم داخلين إلى النار)!

متجاهلاً النصوص الشرعية المتوافرة في خيرية الأمة ووسطيتها، كقوله تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم }، وقوله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
ومتجاهلاً النصوص الشرعية التي تؤكد كفر اليهود والنصارى والمجوس وكل من لم يتخذ الإسلام دينا كقوله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقوله تعالى عن النصارى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}
وقوله صلى الله عليه وسلم : "تركتُكم على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك".

2- يلوم الراشد من يمنع بناء الكنائس ودور العبادة لكل الديانات في بلاد الإسلام!
يقول الراشد:  (أن المسلمين - مثلا-  يطالبون بالعدالة مع المسلمين.. ثم يروح يبني مساجد في كل مكان، بس هو ما يسمح ببناء كنيسة في أرضه، يعني هو يريد أن يبني مسجد في كل مدينة موجودة بالعالم، بس مايرضى بكنيسة واحدة تنبني في كل بلده. غريبين! وبعدين يطالبون بالعدالة مع المسلمين!
يعني هو أنا لو عندي شوية دم، ما حأبني مسجد في أي مكان، لأني أنا ماحأرضى أني أنا أبني كنيسة في أرضي ..مثلاً
لو كنت أنا ما أرضى أن أبني كنيسة في البلد اللي أنا عايش فيها، حأستحي على دمي وما حأبني مسجد في أي مكان آخر، لأن هذا من باب العدالة والتعامل مع البشربالمثل، وأنا ديني دين إنصاف، ودين عدالة. فلذلك أنا ما أسمح أني أنا أبني مسجد، وأنه هم مايبنون كنيسة.
لكن اليوم أنت جبت كل هؤلاء من شرق آسيا، هم مسيحين ولا هندوس ولا بوذيين، جبتهم، وجعلتهم الأغلبية في بلدك، وبعدين هم مو مسموح لهم بممارسة أي نوع من عباداتهم. وش هالظلم هذا يا أخي؟ وين معنى العدالة؟ ضاعت تماما معنى العدالة من الفكرة).

متجاهلاً النصوص الشرعية التي تحرّم اجتماع دين آخر مع الإسلام في بعض البقاع، كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال " لا يترك بجزيرة العرب دينان "
وفي الصحيحين أنه أوصى بثلاث منها " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما ".

3- يعتبر منع الدعوة للتبشير بالنصرانية مع بذل الجهود للدعوة للإسلام تناقضاً غير مقبول !
يقول الراشد : ( من علامات التناقض في البرمجة أنه يطالب بالدعوة ، يعني يقول خلينا ندعو الناس إلى الإسلام ويرفض التبشير!
يعني يحارب طول الوقت التبشيريين المسيحيين أو في أديان أخرى، بس هو في نفس الوقت يدعم الدعاة الذين يدعون إلى الإسلام.
من باب الإنصاف إحنا نقول : احنا ندعم اللي يبي يدعو لفكرته، خل المسلمين يدعون، وخل غير المسلمين يدعون...
إذا أنت تريد أن تدعو .. اسمح للاخرين كذلك أنهم يدعون)

4-  يعتبر الراشد الفتوحات الإسلامية "استعماراً مذموماً" مثل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، سواء بسواء!
يقول الراشد : ( من ضمن تناقضات البرمجة الدينية: يريد جهاد الكفار بس يرفض الاستعمار.
أكثر من جذي أنه يسمي استعمار اسبانيا بفتح الأندلس، ويعيب على اليهود استعمار فلسطين!
يعني لو فيه فلسطيني عنده ذمة ويسمي الأندلس بفتح الأندلس، ويجيز للمسلمين استعمار اسبانيا، ثم هو يعترض على اليهود اللي هما قاعدين يسوونه! سبحان الله.
أنا شخصيا لا أرضى استعمار إسبانيا ولا أرضى استعمار فلسطين!
شعب عايشين بكرامتهم كذا، خلهم بكرامتهم، ، ليش تدخل عليهم؟
لا ويدخل عليهم ويلزمهم بثلاثة مسائل، ويفتخر، يوقف على المنبر، ويقول ويصرخ، إما الإسلام وإما أن يقتلوا، وإما يدفعوا الجزية وهم صغار..شنو .. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
لا يبون الإسلام، ولا يبون يدفعون لك يا أخي، هم بيعيشون ببلدهم، بيعيشون مسيحيين، بوذيين، هندوسيين، ملحدين..
داش عليهم بتغصبهم، إلا يتبعون دينك.
من أنت؟ من من سلطك إلهاً عليهم).

متجاهلاً كل آيات الجهاد الكثيرة في القرآن، و أحاديث السنة النبوية، وفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم بإرسال السرايا، والغزوات، وقيادة جملة منها من أجل تعبيد الناس لرب العالمين، وفعل ذلك من بعده خلفاؤه الراشدون ومن تبعهم بإحسان.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سورة التوبة
وقال تعالى : {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } سورة الفرقان
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ } سورة الممتحنة
وقال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } سورة التوبة

وأما الجزية التي يتحدث عنها الراشد عند جهاد الكافرين، فليست اجتهاداً من أولئك المبرمجين دينياً على حدّ وصفه.
بل جاء القرآن صريحاً بها :
فالله تعالى يقول : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}
وفي صحيح مسلم:
• عن بريدة رضي الله عنه قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّة نفسه بتقوى اللّه ومن معه من المسلمين خيراً، ثمّ قال: وإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى أحد خصال ثلاث , ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم , فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم , فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم"
وفي صحيح البخاري عن جبير بن حية أن المغيرة بن شعبة قال لكسرى: "أمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية"

5 - يعتبر الإيمان بالرسل، وبالكتب السماوية، مع اعتقاد أن الإسلام ناسخ لما قبله، وأن الكتب قد تعرضت للتحريف تناقضاً!
يقول الراشد : ( يدعو للايمان بالكتب والرسل، ويدّعي أن الكتب محرّفة، والرسل منسوخين، إذا كان هم منسوخين والكتب محرفة، شحقّة نؤمن فيهم؟ ماله داعي، نؤمن بالله وبالقرآن وانتهى الموضوع. لو استشهدت بآية من التوراة والإنجيل مايقبلها.
تناقض ، فصام فكري، يلزم نفسه بالإيمان بالكتب، ثم يقول : الكتب محرفة، خلاص إذا الكتب محرّفة لا تبلشنا فيها يا أخي، شحقّة نؤمن فيها أجل. كل هذه تناقضات برمجة دينية)

متجاهلاً النصوص الصريحة في بيان وجوب الإيمان بأن الله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل للناس،  وأنه سبحانه أبان في كتابه أن العلماء والأحبار قد حرّفوا نصوص تلك الكتب المقدسة، وأنه تعالى قد حفظ القرآن الكريم من مثل ذلك التحريف.
فأما وجوب الإيمان بالرسل :
فالله تعالى يقول {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } سورة البقرة
ويقول تعالى {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه} سورة البقرة

وأما وجوب الإيمان بالكتب السماوية :
فقد قال الله تعالى {وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } سورة الشورى
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْل} سورة النساء
وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"  رواه مسلم

وأما أدلة وقوع التحريف في الكتب المقّدسة :
قول الله سبحانه وتعالى : { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } سورة البقرة
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ به}. سورة المائدة
{فوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً }. سورة البقرة
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } سورة آل عمران
{وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} سورة المائدة

وأما عن كون القرآن ناسخ لكل ما كان قبله ، ومهيمناً عليه:
فالله تعالى يقول { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } سورة المائدة
وليس للراشد ولا لغيره أن يحدد ما يجب الإيمان به وما لا يجب، وعبارته عن الإيمان بالكتب، والإيمان بأنه وقع التحريف عليها خطيرة جداً حيث يقول عن ذلك أنه (تناقض ، فصام فكري) والعياذ بالله.

6 - يعترض الراشد على القول بخلود غير المسلمين في النار، بل وحتى إبليس!
يقول الراشد : (يدّعي - أي المبرمج دينياً - أن رحمة الله وسعت كل شيء، ويزعم أن كل غير مؤمن في النار)
ثم يلبّس على المستعمين بالحديث عن مسألة (فناء النار) وعدم فنائها، ويخلطها بمسألة دخول الكفار إلى النار، وعدم دخولهم للجنة قطعاً، فيقول ( هذا الكلام يقول به عمر بن الخطاب، يقول به ابن تيمية.. وابن القيم ناقش هذه المسألة في كتابه "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"، وأثبت فيها بأكثر من 90 دليل في أن قول الصحابة، القرآن الكريم، السنة النبوية، تثبت أنه لا خلود للناس)
وانظر للجرأة حين يقول :
( لأنه مو معقولة ولا منطقية أن الله يخلق إنسان ويعيشه 18 سنة، يموت هذا ما آمن بالله، بعدين يقعد يخلّده تسعة ترليونات سنة في النار، مو شي منطقي، شنو هالسادية هذي)

متجاهلاً الآيات الكثيرة جداً في بيان تحريم الجنة على غير المسلمين وأن مآلهم إلى النار وبئس المصير.
قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} سورة النساء
وقال تعالى {إنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً* خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} سورة الأحزاب
وقال تعالى { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} سورة الجن

كانت تلك بعض الموبقات التي يقول بها الراشد، وكل ماسبق في هذه التدوينة ورد بنصّه في الحلقة الخامسة من (خذها قاعدة) تحت ما يسميه ( البرمجة الدينية المؤذية) !

ولا زال لدى الرجل الكثير من الانحرافات الكبرى، التي يجب التحذير منها، وبيان انحرافها، فالسكوت عنها خطير جداً.
وانحرافاته ليست في مسائل اجتهادية يسيرة، بل هي في أصول الدين، وأصول الإيمان، وآراؤه تخالف صريح القرآن الكريم، كما تخالف الثابت الصحيح المتواتر من قوله صلى الله عليه وسلم وفعله.


اضغط هنا لقراءة المقال السابق  (صلاح الراشد والزيع!)

* تنويه : لست أفرح بالاتهام، وأتمنى من كل قلبي أن يكون د.صلاح بريئاً من كل هذه الأقاويل، وذلك أحبّ إلي نفسي، لكنّي سمعته بأذني.

0 التعليقات:

إرسال تعليق