حديث للإعلاميين في ملتقى تناويع
أهلاً وسهلاُ بهذه الثلة المباركة من العاملين في مجال الإعلام الهادف.
الحمد لله تعالى أن جعلنا مسلمين، وجعلنا من المصلحين. الحمد لله تعالى الذي اختصنا بالعمل في هذا المجال النافع المفيد، ونجانا من الانخراط في تلك القنوات الهادمة. الحمد لله تعالى الذي ألف بين قلوبنا وجمع بيننا وأسأله عزوجل أن يجعل اجتماعنا اجتماعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً. ثم إن الحديث سيكون منصباً على بعض المقترحات التي أرجو أن تلقى قبولكم، وأن تكون تطويراً للعمل الإعلامي الهادف.
أولاً :
ضرورة مد الجسور بين القنوات الهادفة بشكل أكبر
فما نشاهده اليوم في مجال الإعلام الهادف هو : أن تلك القنوات أشبه بالجزر المنفصلة عن بعضها البعض، كل منها يحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي من البرامج والمقدمين والأفكار.
لذا فالمقترح - والحالة هذه - أن تتم جملة من الإجراءات - حسب المتاح - ومنها :
1- الاندماج الكلي بين بعض القنوات ذات الأهداف المتشابهة، فإذا كان لدينا عدد من القنوات المهتمة بالعلم الشرعي، فإن الاندماج من شأنه أن يقوي ذلك المحتوى ويساهم في تحسينه.
2- التحالف الوثيق بين القنوات، والتحالف هنا يعني لوناً من ألوان الشراكة مع بقاء الهياكل الإدارية والمالية منفصلة، وهو مايعني إتاحة الاستفادة من إمكانيات كل قناة للقناة الأخرى.
3- التشارك البرامجي، والتعاون في تغطية الفعاليات المختلفة، والذي نشاهد عليه بعض النماذج، وإن لم تكن بالشكل الأمثل.
4- إيجاد رابطة أو أمانة أو تجمع لتلك القنوات الهادفة، بغرض الاتفاق على تحديد الأهداف، والأولويات، وخطط العمل المشتركة، إضافة إلى مناقشة التحديات، والخروج برؤى متقاربة.
إن هذا التعاون والتحالف والاندماج من شأنه أن يحقق جملة من المكاسب :
1- الاستفادة من كافة الكوادر البشرية المتاحة.
2- توفير الكثير من النفقات المالية وترشيدها .
3- تحقيق الأهداف المنشودة بشكل أكبر.
4- إمكانية القيام بحملات إعلامية مؤثرة على المدى الطويل.
ثانياً :
ضرورة العناية بصقل المهارات الفردية وتنمية القدرات في المجال الإعلامي المتخصص.
فإن من الأخطاء الشائعة أن يكتفي الإعلامي بالتعلم الذاتي - على رأس العمل - من خلال الخطأ والصواب.
مع أن كافة المختصين يؤكدون على ضرورة الانخراط في الدورات التدريبية المتخصصة بما لايقل عن 15 ساعة تدريبية كل ستة أشهر.
كما يؤكدون على أهمية الاستفادة من أهل الخبرة والمهارة والاختصاص، بالجلوس إلى المتميزين في المجال المحدد وسؤالهم عن الواقع، والطموحات، وآليات تحقيق النجاح.
ومن جانب آخر، فإن القراءة المتعمقة في مجال التخصص مهمة هي الأخرى كذلك، فكيف يمكن أن يكون المرء معداً ناجحاًُ دون أن يقرأ الأصول العلمية لإعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وكيف يكون المرء مخرجاً متميزاً وهو لم يقرأ شيئاً عن فنون الإخراج ومدارسه.
وغير خاف أهمية متابعة الجديد في الفن، من خلال شبكة الإنترنت والمجلات المتخصصة.
ثالثاً :
أهمية عقد الملتقيات وورش العمل المتنوعة بين العاملين في مجال الإعلام الهادف.
وعقد مثل هذه الفعالية، وديمومتها، ووجود مجلس تنسيقي لها، وتحديد جملة من الأهداف الطموحة التي يمكن تحقيقها من خلالها، كل ذلك من شأنه أن يرقى بالمستوى المعرفي والفني لهم.
ويمكن أن يكون ذلك في جزء منه موجه بشكل عمومي لكل العاملين في الإعلام الهادف، ويمكن أن يكون جزء آخر منه تخصصياً صرفاً، فورش عمل عن الإعداد، وأخرى عن الإخراج، وثالثة عن التقديم، ورابعة عن برامج الحوار، وخامسة عن الإنشاد، وسادسة عن برامج الترفيه، وهكذا .
1431
12:34 ص