تخلص من جبل القرود!
ثمة مصطلح جميل يسمى " جبل القرود"، ويراد به "مهام الآخرين"، والمقصود بالحديث عن ضرورة التخلص من جبل القرود أن تتوقف عن قبول المزيد من مهام الآخرين أو تنفيذها نيابة عنهم.
و يشير مؤلف كتاب "جبل القرود" إلى أن لكل شخص قروده الخاصة به (والقرد هنا : المهمة أو الواجب) والتي يجب عليه أن يتعامل معها.. إما بإطعام القرد وتعني إنجاز المهمة، أو دفع القرد لمن يقوم بإطعامه، وتعني تفويض المهمة للغير، وإما بقتل القرد، وتعني الاعتذار ورفض المهمة.
إن مهام موظفيك هي "قرودهم" وأحيانا يلجأ بعض الموظفين مع المدير الجديد الذي يكلّفهم بالمهام، إلى حيلة ذكية بمحاولة إلقاء المهمة "القرد" على المدير.
فإن تقبّلها .. فسيتفاجأ بجبل من القرود ينهال عليه..
فعلى سبيل المثال، يقول لك الموظف المطلوب منه حجز قاعة فندقية والترتيب لعقد لقاء تدريبي للمنظمة : " للأسف ياسيدي، اتصلت مراراً بمسئول الحجز في الفندق فلم يرد على اتصالي، و كان غير متواجد في مكتبه طوال اليوم"، فتبادر أنت بكل حماسة وتطلب منه رقم ذلك المسئول، وتقول "سأتواصل معه بهذا الشأن" ..
ثم تتصل بمسئول الفندق فلا يرد عليك، وتنشغل بمهامك الأخرى، وينام الموظف عن المهمة تماماً، ويعتبرها أصبحت مهمتك، وحين تتفاجأ بعد أيام بأن ترتيبات اللقاء لم تتم بعد، وتسأل الموظف عن ذلك متعجباً، يخبرك -بكل برود- بأن رقم المسئول تم إعطاؤه لك، وأنك وعدت بالاتصال به، وأنه لا زال بانتظار ردك!
ثمة خطورة كبيرة في قبول قرود الآخرين واستضافتها في مكتبك أو منزلك، لأن ذلك يعني أنك بعد مدة وجيزة ستشعر بالضيق الشديد من تكاثر القرود لديك وازدحام مكان عملك بها، مع تمتع الآخرين بالفراغ والراحة وعدم الانشغال بسبب لجوء قرودهم الخاصة بهم إلى مكتبك!
والحل – هاهنا – أن تمتنع من إدخال أي قرد إلى مكتبك إلا مع صاحبه، بحيث يأخذ قرده معه عند خروجه، فإن تمكنت من إرسال قرودك للآخرين فذلك أمر حسن، حيث سينشغلون هم بأداء مهامك، وهو مايمكن تسميته إدارياً بـ (التفويض).
أجريت مراجعة لسلوكي اليومي بعد أن أدركت هذا المفهوم، فوجدتني سريع التقبل لمهام الآخرين، حريصاً على إرضائهم، وعدم تحميلهم هموم العمل وتكاليفه، فعقدت العزم على التخلص الفوري من كافة القرود، فناديت كل زميل سبق أن أوكل إليَّ مهمة من مهامه فاتفقت معه على أحد خيارين: إما أن ننجز المهمة سوياً بشكل فوري فنقضي بذلك على القرد، وإما إن يأخذ مهمته (قرده) إلى مكتبه، ولابأس أن أدرّبه على كيفية التعامل مع ذلك القرد وترويضه.
وحين صنعت ذلك أحسست أن كثيراً من الهموم التي كنت أحملها تجاه (المهام غير المنجزة) قد ولت إلى غير رجعة، وصار كل واحد من زملائي يشعر بأن هذه مهامه وليست مهام الآخرين، وأن عليه أن يتحمل المسئولية كاملة تجاهها، ويكون دوري هو – فقط – التأكد من قيام كل واحد منهم بدوره على الوجه الأكمل، والإشارة عليهم برأيي في كيفية إنجاز المهمة.
و ظللت أردد لكل من يستشيرني من الموظفين: ( هذا قردك.. تفاهم معه بالطريقة التي تناسبك، ولا تشغلني بقرودك فلدي ما يكفيني من القرود).
وبعد مدة يسيرة من تطبيق سياسة (تهجير القرود) رأيت أثرها الكبير على أسلوبي الإداري العملي، ووددت لو علم كل مدير جديد بهذا المفهوم الجميل.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
و يشير مؤلف كتاب "جبل القرود" إلى أن لكل شخص قروده الخاصة به (والقرد هنا : المهمة أو الواجب) والتي يجب عليه أن يتعامل معها.. إما بإطعام القرد وتعني إنجاز المهمة، أو دفع القرد لمن يقوم بإطعامه، وتعني تفويض المهمة للغير، وإما بقتل القرد، وتعني الاعتذار ورفض المهمة.
إن مهام موظفيك هي "قرودهم" وأحيانا يلجأ بعض الموظفين مع المدير الجديد الذي يكلّفهم بالمهام، إلى حيلة ذكية بمحاولة إلقاء المهمة "القرد" على المدير.
فإن تقبّلها .. فسيتفاجأ بجبل من القرود ينهال عليه..
فعلى سبيل المثال، يقول لك الموظف المطلوب منه حجز قاعة فندقية والترتيب لعقد لقاء تدريبي للمنظمة : " للأسف ياسيدي، اتصلت مراراً بمسئول الحجز في الفندق فلم يرد على اتصالي، و كان غير متواجد في مكتبه طوال اليوم"، فتبادر أنت بكل حماسة وتطلب منه رقم ذلك المسئول، وتقول "سأتواصل معه بهذا الشأن" ..
ثم تتصل بمسئول الفندق فلا يرد عليك، وتنشغل بمهامك الأخرى، وينام الموظف عن المهمة تماماً، ويعتبرها أصبحت مهمتك، وحين تتفاجأ بعد أيام بأن ترتيبات اللقاء لم تتم بعد، وتسأل الموظف عن ذلك متعجباً، يخبرك -بكل برود- بأن رقم المسئول تم إعطاؤه لك، وأنك وعدت بالاتصال به، وأنه لا زال بانتظار ردك!
ثمة خطورة كبيرة في قبول قرود الآخرين واستضافتها في مكتبك أو منزلك، لأن ذلك يعني أنك بعد مدة وجيزة ستشعر بالضيق الشديد من تكاثر القرود لديك وازدحام مكان عملك بها، مع تمتع الآخرين بالفراغ والراحة وعدم الانشغال بسبب لجوء قرودهم الخاصة بهم إلى مكتبك!
والحل – هاهنا – أن تمتنع من إدخال أي قرد إلى مكتبك إلا مع صاحبه، بحيث يأخذ قرده معه عند خروجه، فإن تمكنت من إرسال قرودك للآخرين فذلك أمر حسن، حيث سينشغلون هم بأداء مهامك، وهو مايمكن تسميته إدارياً بـ (التفويض).
أجريت مراجعة لسلوكي اليومي بعد أن أدركت هذا المفهوم، فوجدتني سريع التقبل لمهام الآخرين، حريصاً على إرضائهم، وعدم تحميلهم هموم العمل وتكاليفه، فعقدت العزم على التخلص الفوري من كافة القرود، فناديت كل زميل سبق أن أوكل إليَّ مهمة من مهامه فاتفقت معه على أحد خيارين: إما أن ننجز المهمة سوياً بشكل فوري فنقضي بذلك على القرد، وإما إن يأخذ مهمته (قرده) إلى مكتبه، ولابأس أن أدرّبه على كيفية التعامل مع ذلك القرد وترويضه.
وحين صنعت ذلك أحسست أن كثيراً من الهموم التي كنت أحملها تجاه (المهام غير المنجزة) قد ولت إلى غير رجعة، وصار كل واحد من زملائي يشعر بأن هذه مهامه وليست مهام الآخرين، وأن عليه أن يتحمل المسئولية كاملة تجاهها، ويكون دوري هو – فقط – التأكد من قيام كل واحد منهم بدوره على الوجه الأكمل، والإشارة عليهم برأيي في كيفية إنجاز المهمة.
و ظللت أردد لكل من يستشيرني من الموظفين: ( هذا قردك.. تفاهم معه بالطريقة التي تناسبك، ولا تشغلني بقرودك فلدي ما يكفيني من القرود).
وبعد مدة يسيرة من تطبيق سياسة (تهجير القرود) رأيت أثرها الكبير على أسلوبي الإداري العملي، ووددت لو علم كل مدير جديد بهذا المفهوم الجميل.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan
10:13 م
"نعم قم بتطبيق سياسه (تهجير القرود)"
ردحذف