ارفعوا رؤوسكم عالية أيها المعلّمون
لا يمكن لأي من أَفْرَاد المجتمع صغر أو كبر، اغتنى أو افتقر، في أَي موضع وظيفي يعمل، وفي أَي منطقة أو مدينة أو محافظة يسكن، مَدَنِيّاً كان أو عَسْكَرِيّاً، في القطاع العام أو الخاص أو الخيري..
لا يمكن لأحد منهم أن ينكر فضل المعلم، الذي نقله – بِفَضْل الله – من الجهل إلى العلم، وفتح له مغاليق الكتابة والقراءة والحفظ،
وعلى يديه تحول من غرّ جاهل ضعيف، إلى متعلم أو عالم، متحدث، يقرأ العلوم المختلفة، ويتقن مهارات الحياة المتنوعة، ويخدم المجتمع...
نعم، كان المعلم ومَا زَالَ، هو “الذي يَحْتَاج إليه كل الناس”، خلافاً لغيره من أهل الوظائف والمهن التي قد تحتاج إليها يَوْمَاً وقد لا تحتاج إليها، وإن احتجت لها فإن ذلك يكون في فترات محدودة، وليس طوال اثْنَيْ عشر عَامَاً متواصلة على أقل تقدير.
فطبيب العيون مثلاً، قد يعيش المرء خمسين عَامَاً دون أن يراجعه، والمهندس، قد تعيش عمرك كله دون أن تحتاج إليه، والشُرْطِيّ، قد تبلغ عشرين عَامَاً وأنت لم تتعامل معه، وقد تزيد، وهي وظائف شريفة ومُهِمَّة ومؤثرة جِدّاً، لكن حديثي هو عن مدى احتياجك المباشر لها، أما المعلم فهيهات، ما منّا إلا وقد مرّ عليه، وجلس بين يديه، وتلقى منه المعارف والعلوم على اختلافها سنين عَدَدَاً.
وليس هناك من ترمي إليه بفلذة كبدك ساعات طوالاً من يومه، وتتركه وأنت مطمئن عليه، إلا في المدرسة، حيث المعلم هو سيد الموقف، والبطل المتفرّد.
ويبذل “المعلم” وقته، وشبابه، ونشاطه، واهتمامه لكي يرعى هذا الطفل الصغير، يصبر على إزعاجه، ويتحمل بكل هدوء بطء تعلمه، ويسير معه خطوة إثر خطوة، مشجعاً ومحفزاً له؛ مِمَّا يعجز عنه أهله.
تراه يتعامل معه كالأب الرؤوف، والأم الحنون، يفرح بنجاحه، ويسعد بتقدمه، ويقلق لغيابه أو ضعفه أو فشله.
ذلك شيء يسير من الأدوار المُهِمَّة والخطيرة التي يقوم بها المعلم في المجتمع؛ وَلِذَا فإن الاهتمام بالمعلم، وتقديره، واحترامه، والرفع من شأنه، وإعطاءه حقوقه، وإكرامه، كل ذلك واجب شرعي ووطني لا يجوز لأحد أن يتخلى عنه، ولا يحق لكائن من كان أن يقلل من قدر المعلمين، أو يهوّن من شأنهم مهما كانت المبررات والمعاذير.
وكل قرار أو حديث أو مقال أو رسم كرتوني أو مشهد تلفزيوني يصبّ في التهوين من شأن المعلم، أو السخرية منه هو “جريمة” تستحق التشنيع، فالمعلم والتعليم ليسا جداراً قصيراً يتجرأ عليه الجهلة.
والمعلمون في المجتمع مثل الملح في الطعام، لا يطيب الطعام بدونه، كما يقول الشاعر:
وما أصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين كتب أبياته ذائعة الصيت عن المعلم، فقال:
إننا أحوج ما نكون لـحملة وطنية شاملة، تعيد للمعلم هيبته، وصلاحياته، وتكفّ ألسنة المتطاولين على المعلم، وتعطيه من المزايا والخصائص ما يجعله يفتخر بوظيفته، ويحرص على أن يكون ممتثلاً لرسالته، وتجعله في عيون الجيل من العظماء.
حملة تتكاتف فيها الأيدي، وتتَضَافر الجهود ليصبح “التعليم” أشرف المهن، ويغدو المعلم “الأكثر تَقْدِيرَاً في المجتمع”، ويتمنى كل فرد من جيلنا الصاعد أن يصبح معلم الغد المشرق.
فمن يعلّق الجرس؟
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
لا يمكن لأحد منهم أن ينكر فضل المعلم، الذي نقله – بِفَضْل الله – من الجهل إلى العلم، وفتح له مغاليق الكتابة والقراءة والحفظ،
وعلى يديه تحول من غرّ جاهل ضعيف، إلى متعلم أو عالم، متحدث، يقرأ العلوم المختلفة، ويتقن مهارات الحياة المتنوعة، ويخدم المجتمع...
نعم، كان المعلم ومَا زَالَ، هو “الذي يَحْتَاج إليه كل الناس”، خلافاً لغيره من أهل الوظائف والمهن التي قد تحتاج إليها يَوْمَاً وقد لا تحتاج إليها، وإن احتجت لها فإن ذلك يكون في فترات محدودة، وليس طوال اثْنَيْ عشر عَامَاً متواصلة على أقل تقدير.
فطبيب العيون مثلاً، قد يعيش المرء خمسين عَامَاً دون أن يراجعه، والمهندس، قد تعيش عمرك كله دون أن تحتاج إليه، والشُرْطِيّ، قد تبلغ عشرين عَامَاً وأنت لم تتعامل معه، وقد تزيد، وهي وظائف شريفة ومُهِمَّة ومؤثرة جِدّاً، لكن حديثي هو عن مدى احتياجك المباشر لها، أما المعلم فهيهات، ما منّا إلا وقد مرّ عليه، وجلس بين يديه، وتلقى منه المعارف والعلوم على اختلافها سنين عَدَدَاً.
وليس هناك من ترمي إليه بفلذة كبدك ساعات طوالاً من يومه، وتتركه وأنت مطمئن عليه، إلا في المدرسة، حيث المعلم هو سيد الموقف، والبطل المتفرّد.
ويبذل “المعلم” وقته، وشبابه، ونشاطه، واهتمامه لكي يرعى هذا الطفل الصغير، يصبر على إزعاجه، ويتحمل بكل هدوء بطء تعلمه، ويسير معه خطوة إثر خطوة، مشجعاً ومحفزاً له؛ مِمَّا يعجز عنه أهله.
تراه يتعامل معه كالأب الرؤوف، والأم الحنون، يفرح بنجاحه، ويسعد بتقدمه، ويقلق لغيابه أو ضعفه أو فشله.
ذلك شيء يسير من الأدوار المُهِمَّة والخطيرة التي يقوم بها المعلم في المجتمع؛ وَلِذَا فإن الاهتمام بالمعلم، وتقديره، واحترامه، والرفع من شأنه، وإعطاءه حقوقه، وإكرامه، كل ذلك واجب شرعي ووطني لا يجوز لأحد أن يتخلى عنه، ولا يحق لكائن من كان أن يقلل من قدر المعلمين، أو يهوّن من شأنهم مهما كانت المبررات والمعاذير.
وكل قرار أو حديث أو مقال أو رسم كرتوني أو مشهد تلفزيوني يصبّ في التهوين من شأن المعلم، أو السخرية منه هو “جريمة” تستحق التشنيع، فالمعلم والتعليم ليسا جداراً قصيراً يتجرأ عليه الجهلة.
والمعلمون في المجتمع مثل الملح في الطعام، لا يطيب الطعام بدونه، كما يقول الشاعر:
يا معشر القراء يا ملح البلد * من يصلح الزاد إذا الملح فسـد
وما أصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين كتب أبياته ذائعة الصيت عن المعلم، فقال:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا * كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي * يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ * علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته * ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ، تـارةً * صديء الحديدِ، وتارةً مصقولا
حملة تتكاتف فيها الأيدي، وتتَضَافر الجهود ليصبح “التعليم” أشرف المهن، ويغدو المعلم “الأكثر تَقْدِيرَاً في المجتمع”، ويتمنى كل فرد من جيلنا الصاعد أن يصبح معلم الغد المشرق.
فمن يعلّق الجرس؟
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan
9:46 ص
سقى الله زمان راح كان للمعلم هيبته
ردحذفمن يوم طبق التعليم والتربية الحديثة والاجيال ضايعة
جزاك الله خير الجزاء...
ردحذفاللهم ردنا إليك ردناً جميلا وأبعث في نفوس كل المعلمين والمعلمات الإخلاص لأداء واجبهم على الوجه النافع الصالح محتسبين بذلك عندك يا خير وأكرم من يجزي سبحانك