لغة القالب

تذوق "لذة" النعم


ما أجمل أن تتذوق لذة النعم التي انعم الله بها عليك.
وما أسوء من أن تمر عليها مرور الاعتياد دون استشعار لها.
فإن ذلك الاعتياد يذهب التلذذ بها، ويجعلك تعيش حسرة الفقد لنعم أخرى.
إنه باختصار ينقل تركيزك من ملاحظة النعم إلى ملاحظة النقص، ومن استشعار الموجود إلى تضخيم المفقود.
حين تتأمل نعم الله عليك فسوف تدرك كم أنت محظوظ فعلا.
وكم حجم السعادة التي تعيشها دون أن تشعر.



لن أذهب بعيداً ، سأتحدث عن أمر يومي يمر به كل مسلم .

حين تستيقظ لصلاة الفجر فتذكّر نعمة الله الذي أحياك بعدما أماتك.

وحين تتوضأ، تذكّر نعمة الهداية التي امتن الله بها عليك، فكثيرون سواك على فرشهم نائمون، لم يقيموا للصلاة قدرا ولم يختارهم الله لأدائها.

وحين تبدأ الوضوء؛ تذكّر نعمة الله بهذا الماء الذي ساقه إليك بيسر وسهولة، في الوقت الذي يعاني غيرك من قلته واتساخه وصعوبة الحصول عليه.

وحين تلبس ملابسك لتخرج للمسجد، تذكّر نعمة وجود الملبس، ونعمة القدرة على اللبس، في الوقت الذي أعجز المرض والكسور والإعاقة غيرك عن خدمة ذواتهم باللباس.

وحينما تخرج من بيتك تذكّر نعمة المأوى الذي رزقك الله إياه، يحميك به من البرد والحر والمطر واللصوص، وتستر فيه نفسك وأهلك.

وحين تسير للمسجد آمناً في هدوء وسكينة فتذكر نعمة السلامة والأمن التي وهبك الله إياها بينما سلبها آخرون.
وتذكّر نعمة وجودك في بلد مسلم تسمع فيه الأذان، وترى فيه المساجد، وتصلي فيها دون خوف أو وجل .

وحين تقطع الطريق للمسجد تذكر نعمة العافية، حيث جعلك الله سالما من الإعاقة التي تمنعك من المشي،

وحين تستنشق العبير والهواء العليل تذكر نعمة التنفس، في الوقت الذي يعيش غيرك على التنفس الصناعي ولا يكاد يلتقط أنفاسه.

هل أزيد؟

إن في استيقاظك لصلاة الفجر من النعم أضعاف أضعاف ماذكرت، لكنني أرد ت أن ألفت انتباهك إلى أن تعودنا على هذه النعم أذهب استشعار عظمتها، وفضل الله الواسع علينا بها، وإلا فالحديث هنا عن نعم الله عزوجل لم يتناول سوى جزء يسيرجداً.

أيها المبارك / أيتها المباركة
ليجتهد الواحد منا في التأمل في نعم الله تعالى عليه، وتذوّق تلك النعم، والإحساس بها، واستشعارحال فاقديها.
واعلم أن بعض النعم المستديمة المستمرة معك لسنين طويلة هي أولى وأجدر بالاستشعار والحمد من بعض النعم اليسيرة العابرة التي قد نحفل ونحتفل بها، وننسى بقية النعم.

اجعل لسانك يلهج دوما بالحمد والشكر للمنعم سبحانه في كل شيء تصنعه، وفي كل نعمة تلقاها، فبالشكر تدوم النعم، والله عزوجل يحبّ الحمد والشكر له.

أدام الله عليك نعمه.

12:49 ص

  1. لله درك اباسعد ..كتبت مافي خاطري..ففي زحمة الحياة نحتاج لإشارة حمراء تذكرنا بين الحين والآخر بما أفاء الله به علينا من نعيمه ..فننترك التأفف والتذمر

    ردحذف
  2. لا شئ جديد في المقالة لماذا تكرر نفسك يا ابو سعد؟

    ردحذف

عدد المواضيع