حين يرحل الروّاد .. ينفطر الفؤاد
مائة وخمسة أعوام مضت على ميلاد الشيخ المحسن الباذل / محمد بن إبراهيم السبيعي رحمه الله، والذي وافاه الأجل، وأدركته المنية يوم أمسٍ الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي القعدة لعام ألف وأربعمائة وثمانية وثلاثون للهجرة بمدينة الرياض، حيث صلي عليه في جامع الملك خالد،
وتقدّم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ جموع المصلين عليه، و ووري الثرى في مقبرة الدرعية.
وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بالدعوات للشيخ بالمغفرة والرضوان، مشيدين بأفعاله العظيمة، وبصماته الواضحة، وتأثيره الفاعل على القطاعين الخاص والخيري، ولا عجب فقد كان الشيخ -رحمه الله- شعلة مضيئة في تاريخ هذه البلاد المباركة...
ولقد عملت مع الشيخ سنيناً، فكنت أراه في يقيم لصلاة الظهر كل يوم، فيُعطى لاقط الصوت للإقامة، فإذا فرغ منها نادى بصوته مخاطباً الموظفين في مكاتبهم، أن هلمّوا للصلاة، ولا تنشغلوا بالأعمال، وأن المهام يمكن تأجيلها، خلافاً للصلاة.
وكان حين يفرغ من صلاته، فيأتيه بعض الزوار أو العاملين في شركته أو مؤسسته الخيرية، للسلام عليه، يبادر بسؤالهم : من الأخ؟ فإذا عرّف الضيف بنفسه شكره، ودعا له، وقال له "ونعم" ثم سأله عن أهله وذويه.
ومع أن الشيخ – رحمه الله - كان قد بلغ من العمر مائة عام آنذاك، فقد كنت أراه يكتب بيده أوراقاً وخطابات، ويوقع خطابات أخرى، كما كتبت له خطاباً موجهاً لخادم الحرمين الملك سلمان -وكان حينها أميراً لمنطقة الرياض- ليهديه نسخة من تقرير الإنجاز للمؤسسة الخيرية، فذيّل الخطاب بخطه كاتباً (خادمكم ومحبكم : محمد بن إبراهيم السبيعي).
وكان الشيخ معروفاً بتميّز علاقته مع ولاة الأمر، حيث كان يتواصل معهم، و يدعو لهم، وله علاقات وزيارات متبادلة مع ملوك المملكة العربية السعودية، بدءًا من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – ومرورًا بأبنائه : الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، رحمهم الله، وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
كما تميّز الشيخ رحمه الله بعلاقاته الوثيقة مع العلماء وطلبة العلم، فكان يعرف لهم قدرهم، ويرجع إليهم في الكثير من المسائل التي تعرض له، ويفرح ويتهلل وجهه بلقياهم، وكان ذا علاقة وثيقة بالشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمهما الله جميعاً.
و قد عمل الشيخ محمد - رحمه الله – في أعمال كثيرة شاقة ومرهقة من أجل البحث عن لقمة العيش، واضطر للسفر والترحال لمكة المكرمة لطلب الرزق، وكان حينها شاباً في مقتبل عمره، فعمل بائعاً، وطباخاً و دلالاً يبيع السجاد، وعمل في مهن أخرى ذات صلة بالبناء، كما تعلّم الخياطة لكنه عجز عن شراء ماكينة الخياطة لارتفاع سعرها وعدم تواجد هذا المبلغ لديه.
وقدّ مرّت على الشيخ أوقات عانى فيها معاناة كبيرة من الفقر، يذكرها في أحاديثه، ثم يلهج بالحمد والشكر والامتنان لله عز وجل.
ولأن الشيخ رحمه الله قد جرّب أشد حالات الفقر والعوز واليتم، مذ كان عمره إحدى عشرة سنة؛ فقد أصبح - حين أغناه الله - قريباً من الفقراء، محسناً إليهم، سادّا لاحتياجاتهم، وكان ذا نظرة تنموية متقدمة فيما يتعلق بالفقير، حيث كان يردد دوماً حين يسمع عن مبادرات الخير الموجهة للفقراء : (علموا الفقير كيف يصطاد السمك بدلاً من أن تعطوه سمكة ليأكلها) وكان له رحمه الله قدم سابقة في فعل الخير، والإحسان إلى الخلق، فكان ينفق الأموال على أبواب الخير المتنوعة سنين طويلة، وفي عام 1423 هـ قرر الشيخ محمد وأخوه عبدالله فتح مؤسسة خيرية مانحة تحمل اسميهما، فكان إطلاق (مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية)، والتي فتحاها في مدينة الرياض، واختارا الدكتور عادل السليم ليكون قائداً لهذه المؤسسة بحكم خبرته القيادية الواسعة، وتجربته الطويلة في العمل الخيري، فكان اختيارهما الصائب وثقتهما وتمكينهما ووعيهما، أحد الأسباب الرئيسة لنجاح هذه المؤسسة وتميّزها، واتخاذها موضع الريادة في العمل الخيري المانح.
وكان الشيخ - رحمه الله - يحثّ العاملين في مؤسسته الخيرية على الإخلاص في النية وابتغاء ماعند الله، والحرص على أن تكون المشروعات المدعومة من الأعظم أجراً والأكثر نفعاً للعباد والبلاد، كما أوقف رحمه الله وقفاً كبيراً، وخصص مصارفه على أبواب متنوعة وواسعة من أبواب الخير.
وكان الشيخ وأخاه عبدالله أوفياء مع الآخرين، يذكرون فضلهم عليهم، ويدعون لكل من أحسن إليهم، فكانا يذكران لعمّهما ناصر رحمه الله فضله، ولذا بنيا له مسجداً في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وبنيا داراً نسائية متميزة في جامعة الملك سعود باسم أمهما ( دار نورة العمّاش) ، وبنيا مساجد في أنحاء المملكة، من بينها جامع شهير بمنطقة الجوف ومجمع تنموي خيري بـ( تندحة) بمنطقة عسير، وبنيا مركزاً تنموياً بمنطقة جازان، ومستشفى للتأهيل الطبي بمحافظة عنيزة، كما كان الشيخ محمد - رحمه الله - يرعى مسابقة علمية، وأخرى لحفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه (عنيزة) كل عام.
وكانت مشروعاتهما التجارية مؤثرة في المجتمع، ومساهمة في نهضة العمل التجاري بالمملكة، فمن (السبيعي للصرافة)، إلى (بنك البلاد)، إلى مشروعات عقارية واستثمارية متنوعة في أنحاء المملكة، وقد عرف الشيخان بحرصهما على توخي الحذر في المعاملات، وتحري الحلال، والابتعاد عن الشبهات، ولذا كان مالهما مباركاً، وحين انطلق بنك البلاد الذي يعتبر الشيخان من مؤسسيه، حضر الشيخ محمد – رغم سنّه ومرضه - أول اجتماع لمجلس إدارة البنك وكان عمره حينها يجاوز التسعين عاماً، وافتتح الجلسة بقوله (أنتم أمام مسؤولية عظيمة أعانكم الله)، ثم قال لهم: (هنالك ثمانية ملايين مكتتب سوف يدعون لكم أو يدعون عليكم، فاتقوا الله في هذه الأمانة وكونوا أهلاً لها، وأعرف أن الحمل ثقيل ولكن الرجال لا ينوء بهم ثقل الأحمال).
وتعتبر الشراكة الفاعلة والموفقة بين الشيخ محمد رحمه الله، وأخوه الشيخ عبدالله حفظه الله أنموذجاً على الشراكة الناجحة، فقد كانت نشاطاتهما التجارية مندمجة تماماً، وقد أسسا ( شركة محمد وعبدالله ابراهيم السبيعي) عام 1352ه ، واستمرت الشراكة بينهما ما يقارب الثمانين عاماً كانا فيها أوفى ما يكونان لبعضهما، وقد صدقا وبيّنا فبارك الله لهما، ونمت ثروتهما، وتوسعت أنشطتهما، وفي عام 1431 هـ قرر الشيخان محمد وعبدالله بكل سماحة نفس، ومودة، ووفاق، أن يتقاسما استثماراتهما وثروتهما، فكانا مثالاً للتسامح، يقدم كل منهما الآخر في العقار الذي يريد، ولم تشهد عملية الفصل تلك أي اختلاف أو خصومة، بل كان الحب والإيثار هو سيد الموقف.
كانت تلك بعض المعالم الرائعة في مسيرة الشيخ رحمه الله، ولازالت سيرته الرائعة تحتاج المزيد من التحرير والكتابة، ففيها عبرة وعظة ودروس كبيرة، جديرة بهذا الجيل ان يستلهمها، ويتمثّلها.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي إبراهيم وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بالدعوات للشيخ بالمغفرة والرضوان، مشيدين بأفعاله العظيمة، وبصماته الواضحة، وتأثيره الفاعل على القطاعين الخاص والخيري، ولا عجب فقد كان الشيخ -رحمه الله- شعلة مضيئة في تاريخ هذه البلاد المباركة...
ولقد عملت مع الشيخ سنيناً، فكنت أراه في يقيم لصلاة الظهر كل يوم، فيُعطى لاقط الصوت للإقامة، فإذا فرغ منها نادى بصوته مخاطباً الموظفين في مكاتبهم، أن هلمّوا للصلاة، ولا تنشغلوا بالأعمال، وأن المهام يمكن تأجيلها، خلافاً للصلاة.
وكان حين يفرغ من صلاته، فيأتيه بعض الزوار أو العاملين في شركته أو مؤسسته الخيرية، للسلام عليه، يبادر بسؤالهم : من الأخ؟ فإذا عرّف الضيف بنفسه شكره، ودعا له، وقال له "ونعم" ثم سأله عن أهله وذويه.
ومع أن الشيخ – رحمه الله - كان قد بلغ من العمر مائة عام آنذاك، فقد كنت أراه يكتب بيده أوراقاً وخطابات، ويوقع خطابات أخرى، كما كتبت له خطاباً موجهاً لخادم الحرمين الملك سلمان -وكان حينها أميراً لمنطقة الرياض- ليهديه نسخة من تقرير الإنجاز للمؤسسة الخيرية، فذيّل الخطاب بخطه كاتباً (خادمكم ومحبكم : محمد بن إبراهيم السبيعي).
وكان الشيخ معروفاً بتميّز علاقته مع ولاة الأمر، حيث كان يتواصل معهم، و يدعو لهم، وله علاقات وزيارات متبادلة مع ملوك المملكة العربية السعودية، بدءًا من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – ومرورًا بأبنائه : الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، رحمهم الله، وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
كما تميّز الشيخ رحمه الله بعلاقاته الوثيقة مع العلماء وطلبة العلم، فكان يعرف لهم قدرهم، ويرجع إليهم في الكثير من المسائل التي تعرض له، ويفرح ويتهلل وجهه بلقياهم، وكان ذا علاقة وثيقة بالشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمهما الله جميعاً.
و قد عمل الشيخ محمد - رحمه الله – في أعمال كثيرة شاقة ومرهقة من أجل البحث عن لقمة العيش، واضطر للسفر والترحال لمكة المكرمة لطلب الرزق، وكان حينها شاباً في مقتبل عمره، فعمل بائعاً، وطباخاً و دلالاً يبيع السجاد، وعمل في مهن أخرى ذات صلة بالبناء، كما تعلّم الخياطة لكنه عجز عن شراء ماكينة الخياطة لارتفاع سعرها وعدم تواجد هذا المبلغ لديه.
وقدّ مرّت على الشيخ أوقات عانى فيها معاناة كبيرة من الفقر، يذكرها في أحاديثه، ثم يلهج بالحمد والشكر والامتنان لله عز وجل.
ولأن الشيخ رحمه الله قد جرّب أشد حالات الفقر والعوز واليتم، مذ كان عمره إحدى عشرة سنة؛ فقد أصبح - حين أغناه الله - قريباً من الفقراء، محسناً إليهم، سادّا لاحتياجاتهم، وكان ذا نظرة تنموية متقدمة فيما يتعلق بالفقير، حيث كان يردد دوماً حين يسمع عن مبادرات الخير الموجهة للفقراء : (علموا الفقير كيف يصطاد السمك بدلاً من أن تعطوه سمكة ليأكلها) وكان له رحمه الله قدم سابقة في فعل الخير، والإحسان إلى الخلق، فكان ينفق الأموال على أبواب الخير المتنوعة سنين طويلة، وفي عام 1423 هـ قرر الشيخ محمد وأخوه عبدالله فتح مؤسسة خيرية مانحة تحمل اسميهما، فكان إطلاق (مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية)، والتي فتحاها في مدينة الرياض، واختارا الدكتور عادل السليم ليكون قائداً لهذه المؤسسة بحكم خبرته القيادية الواسعة، وتجربته الطويلة في العمل الخيري، فكان اختيارهما الصائب وثقتهما وتمكينهما ووعيهما، أحد الأسباب الرئيسة لنجاح هذه المؤسسة وتميّزها، واتخاذها موضع الريادة في العمل الخيري المانح.
وكان الشيخ - رحمه الله - يحثّ العاملين في مؤسسته الخيرية على الإخلاص في النية وابتغاء ماعند الله، والحرص على أن تكون المشروعات المدعومة من الأعظم أجراً والأكثر نفعاً للعباد والبلاد، كما أوقف رحمه الله وقفاً كبيراً، وخصص مصارفه على أبواب متنوعة وواسعة من أبواب الخير.
وكان الشيخ وأخاه عبدالله أوفياء مع الآخرين، يذكرون فضلهم عليهم، ويدعون لكل من أحسن إليهم، فكانا يذكران لعمّهما ناصر رحمه الله فضله، ولذا بنيا له مسجداً في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وبنيا داراً نسائية متميزة في جامعة الملك سعود باسم أمهما ( دار نورة العمّاش) ، وبنيا مساجد في أنحاء المملكة، من بينها جامع شهير بمنطقة الجوف ومجمع تنموي خيري بـ( تندحة) بمنطقة عسير، وبنيا مركزاً تنموياً بمنطقة جازان، ومستشفى للتأهيل الطبي بمحافظة عنيزة، كما كان الشيخ محمد - رحمه الله - يرعى مسابقة علمية، وأخرى لحفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه (عنيزة) كل عام.
وكانت مشروعاتهما التجارية مؤثرة في المجتمع، ومساهمة في نهضة العمل التجاري بالمملكة، فمن (السبيعي للصرافة)، إلى (بنك البلاد)، إلى مشروعات عقارية واستثمارية متنوعة في أنحاء المملكة، وقد عرف الشيخان بحرصهما على توخي الحذر في المعاملات، وتحري الحلال، والابتعاد عن الشبهات، ولذا كان مالهما مباركاً، وحين انطلق بنك البلاد الذي يعتبر الشيخان من مؤسسيه، حضر الشيخ محمد – رغم سنّه ومرضه - أول اجتماع لمجلس إدارة البنك وكان عمره حينها يجاوز التسعين عاماً، وافتتح الجلسة بقوله (أنتم أمام مسؤولية عظيمة أعانكم الله)، ثم قال لهم: (هنالك ثمانية ملايين مكتتب سوف يدعون لكم أو يدعون عليكم، فاتقوا الله في هذه الأمانة وكونوا أهلاً لها، وأعرف أن الحمل ثقيل ولكن الرجال لا ينوء بهم ثقل الأحمال).
وتعتبر الشراكة الفاعلة والموفقة بين الشيخ محمد رحمه الله، وأخوه الشيخ عبدالله حفظه الله أنموذجاً على الشراكة الناجحة، فقد كانت نشاطاتهما التجارية مندمجة تماماً، وقد أسسا ( شركة محمد وعبدالله ابراهيم السبيعي) عام 1352ه ، واستمرت الشراكة بينهما ما يقارب الثمانين عاماً كانا فيها أوفى ما يكونان لبعضهما، وقد صدقا وبيّنا فبارك الله لهما، ونمت ثروتهما، وتوسعت أنشطتهما، وفي عام 1431 هـ قرر الشيخان محمد وعبدالله بكل سماحة نفس، ومودة، ووفاق، أن يتقاسما استثماراتهما وثروتهما، فكانا مثالاً للتسامح، يقدم كل منهما الآخر في العقار الذي يريد، ولم تشهد عملية الفصل تلك أي اختلاف أو خصومة، بل كان الحب والإيثار هو سيد الموقف.
كانت تلك بعض المعالم الرائعة في مسيرة الشيخ رحمه الله، ولازالت سيرته الرائعة تحتاج المزيد من التحرير والكتابة، ففيها عبرة وعظة ودروس كبيرة، جديرة بهذا الجيل ان يستلهمها، ويتمثّلها.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي إبراهيم وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan
2:34 م