أغمض عيونك عنها!
في حياتنا اليومية نتعرض لكثير من الرسائل، والأشخاص، والمواد، والأحداث التي تُشعل عندنا الأسى، وتورثنا الحزن.. فتجد المرء شغوفاً بمتابعة بعض صور المذابح، والجرائم التي تقع، والانتهاكات التي تحصل بحق الإنسانية، وبحق المسلمين في شتى بقاع الأرض، فهذا انفجار، وهنا مذبحة، وهناك غاز سام، وفي ذلك الموضع مجاعة، يشاهدها، ثم يعيد إرسالها لغيره!
هذه النماذج من المشاهد المحزنة والمبكية والمفجعة التي تنغص سكينة الفؤاد، وتكدر الخاطر، خصوصاً مع العجز عن أن تصنع شيئاً لهؤلاء المبتلين، فلا يترتب على مشاهداتك تلك أي فائدة تذكر.
وفي كل مرة تطّلع على أمثال هذه الصور فأنت تكْلُم النفسَ والقلبَ وتجرحهما، وتفتح صدرك لتلقي السهام المسمومة، وربما وجدت نفسك تنقلب وتتغير، فبينما كنت في حالة من السرور والبهجة والارتياح لتحقيقك إنجازاً، أو مقابلتك لصديق، أو إسعادك لوالد أو ولد، أو نحو ذلك؛ إذا بك تُفجع وتُصدم بهذا المنظر الذي يأخذ في التردد على ذاكرتك، مكدراً صفاءها، وكأنما هو يعرض أمام عينيك بشكل مستمر.
إن من المهم لنا جميعاً الابتعاد عن كل مصادر الأذى، والتلويث الذهني، والتشويش. والاهتمام بأمر المسلمين لا يعني إطلاقاً الاستمرار في مشاهدة أوجاعهم، وقد نُهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الحزن، ولم يُؤمر به، بل أُمِرَ بالتفاؤل، والابتهاج، والسرور، والابتسامة، وهي تتنافى مع النتائج التي يترتب عليها مشاهدة تلك الأشياء.
أيها القارئ الكريم..
هذه الهواتف الذكية، والحاسبات، والتليفزيونات إنما يقتنيها المرء لتحقيق الاستفادة منها، لا ليؤذي نفسه بها، فلا أرى أن تستسلم لهذا التعذيب المستمر الذي تعرضه تلك الوسائل، ولا أن تقبل الانسياق وراء الروابط الكثيرة التي تناديك أن هلمّ لمشاهدة الفظائع، تحت اسم (عاجل)، أو (فضيحة)، أو (أسرار)، أو (لأول مرّة)، أو (تسريبات) أو غيرها من الألفاظ التسويقية التي يتم من خلالها ترويج صور تلك الجرائم، خصوصاً أنك تدرك أن الثمرة الحقيقية على أرض الواقع معدومة أو شبه معدومة، بل ربما تبلَّد الحس مع إدمان مشاهدة هذه المقاطع والصور، فلا يصبح للموت هيبته، ولا للجريمة فظاعتها، فلا تبكي ولا تحزن ولا تتفاعل إيجابياً مع تلك الأحداث، وتصاب حينها بما يشبه الصدمة النفسية، أو كما يسميها النفسيون (اضطراب الكرب) التالي للصدمة النفسية، أو (الاحتراق النفسي)، فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة، وفي عالم معقد كعالمنا اليوم، يتم استهلاك مواردك الداخلية بسبب ما تتعرض له، فتترك تلك النيران فراغاً داخلياً هائلاً، حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليمَاً نسبياً، حتى يحصل الانهيار أو اللامبالاة.
وأختم حديثي هنا بوصية محبّ أقول لك فيها:
بما أنَّ الله عافاك، وأبعدك عن مواقع القتل والسفك والدم ألَّا تتعرض لها طواعية، ولتبتعد عن كل مصادر الحزن ما أمكنك ذلك، وتجنّب التواصل مع الأشخاص البائسين المكتئبين الحزينين المتشائمين، الذين لا يتحدثون إلا عن السوء، والمشاكل، والبلايا، الذين ينظرون للعالم كله بنظرة سوداوية، اجتنبهم، واقطع العلاقة معهم، وابتعد عنهم، ولا تجلس في مجالس يُخاض فيها في مثل هذا الحديث التشاؤمي الكئيب.
وكقاعدة عامة؛ كل شيء يُنغص عليك: اقطعه، سواء أكان شخصاً، أم موقعاً، أم تطبيقاً، أم مكاناً، أم جهة، أم غير ذلك.
كل ما يستهلك طاقتك، ويحولها من طاقة إيجابية فعّالة إلى طاقة من الحزن والأسى والتشاؤم ابتعد عنها تماماً؛ تنعم بذلك، وتعش في حالة نفسية مستقرة، وحين تكون هذه حالتك، فيمكنك أن تقدم الخير والأثر والفعل النافع، وأن تكون إيجابياً في مجتمعك.
أسأل الله – عزَّ وجلَّ – لكم أياماً سعيدة هانئة بعيدة عن كل حزن وأسى وتكدير.
دمتم بخير،، .
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بالعمل الخيري
هذه النماذج من المشاهد المحزنة والمبكية والمفجعة التي تنغص سكينة الفؤاد، وتكدر الخاطر، خصوصاً مع العجز عن أن تصنع شيئاً لهؤلاء المبتلين، فلا يترتب على مشاهداتك تلك أي فائدة تذكر.
وفي كل مرة تطّلع على أمثال هذه الصور فأنت تكْلُم النفسَ والقلبَ وتجرحهما، وتفتح صدرك لتلقي السهام المسمومة، وربما وجدت نفسك تنقلب وتتغير، فبينما كنت في حالة من السرور والبهجة والارتياح لتحقيقك إنجازاً، أو مقابلتك لصديق، أو إسعادك لوالد أو ولد، أو نحو ذلك؛ إذا بك تُفجع وتُصدم بهذا المنظر الذي يأخذ في التردد على ذاكرتك، مكدراً صفاءها، وكأنما هو يعرض أمام عينيك بشكل مستمر.
إن من المهم لنا جميعاً الابتعاد عن كل مصادر الأذى، والتلويث الذهني، والتشويش. والاهتمام بأمر المسلمين لا يعني إطلاقاً الاستمرار في مشاهدة أوجاعهم، وقد نُهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الحزن، ولم يُؤمر به، بل أُمِرَ بالتفاؤل، والابتهاج، والسرور، والابتسامة، وهي تتنافى مع النتائج التي يترتب عليها مشاهدة تلك الأشياء.
أيها القارئ الكريم..
هذه الهواتف الذكية، والحاسبات، والتليفزيونات إنما يقتنيها المرء لتحقيق الاستفادة منها، لا ليؤذي نفسه بها، فلا أرى أن تستسلم لهذا التعذيب المستمر الذي تعرضه تلك الوسائل، ولا أن تقبل الانسياق وراء الروابط الكثيرة التي تناديك أن هلمّ لمشاهدة الفظائع، تحت اسم (عاجل)، أو (فضيحة)، أو (أسرار)، أو (لأول مرّة)، أو (تسريبات) أو غيرها من الألفاظ التسويقية التي يتم من خلالها ترويج صور تلك الجرائم، خصوصاً أنك تدرك أن الثمرة الحقيقية على أرض الواقع معدومة أو شبه معدومة، بل ربما تبلَّد الحس مع إدمان مشاهدة هذه المقاطع والصور، فلا يصبح للموت هيبته، ولا للجريمة فظاعتها، فلا تبكي ولا تحزن ولا تتفاعل إيجابياً مع تلك الأحداث، وتصاب حينها بما يشبه الصدمة النفسية، أو كما يسميها النفسيون (اضطراب الكرب) التالي للصدمة النفسية، أو (الاحتراق النفسي)، فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة، وفي عالم معقد كعالمنا اليوم، يتم استهلاك مواردك الداخلية بسبب ما تتعرض له، فتترك تلك النيران فراغاً داخلياً هائلاً، حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليمَاً نسبياً، حتى يحصل الانهيار أو اللامبالاة.
وأختم حديثي هنا بوصية محبّ أقول لك فيها:
بما أنَّ الله عافاك، وأبعدك عن مواقع القتل والسفك والدم ألَّا تتعرض لها طواعية، ولتبتعد عن كل مصادر الحزن ما أمكنك ذلك، وتجنّب التواصل مع الأشخاص البائسين المكتئبين الحزينين المتشائمين، الذين لا يتحدثون إلا عن السوء، والمشاكل، والبلايا، الذين ينظرون للعالم كله بنظرة سوداوية، اجتنبهم، واقطع العلاقة معهم، وابتعد عنهم، ولا تجلس في مجالس يُخاض فيها في مثل هذا الحديث التشاؤمي الكئيب.
وكقاعدة عامة؛ كل شيء يُنغص عليك: اقطعه، سواء أكان شخصاً، أم موقعاً، أم تطبيقاً، أم مكاناً، أم جهة، أم غير ذلك.
كل ما يستهلك طاقتك، ويحولها من طاقة إيجابية فعّالة إلى طاقة من الحزن والأسى والتشاؤم ابتعد عنها تماماً؛ تنعم بذلك، وتعش في حالة نفسية مستقرة، وحين تكون هذه حالتك، فيمكنك أن تقدم الخير والأثر والفعل النافع، وأن تكون إيجابياً في مجتمعك.
أسأل الله – عزَّ وجلَّ – لكم أياماً سعيدة هانئة بعيدة عن كل حزن وأسى وتكدير.
دمتم بخير،، .
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بالعمل الخيري
12:47 م