أنت طبيب نفسك
يمكنك اللجوء إلى خبير في مجال تطوير الذات بهدف تحقيق النجاح، ويمكنك كذلك أن تحضر عدداً من الدورات التدريبية ذات العناوين الجذابة، والألوان الزاهية، كما أن بإمكانك شراء جملة من الكتب التطويرية الجميلة التي تعدك بأن تكون أفضل وأن تكون ضمن الناجحين المميزين إذا اقتنيتها.
وهي أمور حين تفعّلها بشكل جيد، وتتفاعل معها، فسوف تحقق الكثير من الفائدة فيما تطمح إليه..
لكن الأمر يعتمد - أولاً وأخيراً - على وجود العزيمة الصادقة والمتبوعة بالعمل الجاد في تطوير ذاتك بنفسك.
فأنت أقدر الناس على سياستها، ومعرفة أساليبها في التهرب من المهمات، وطرائق الخداع التي اعتادت أن تعمل وفقاً لها.
ومهما حدّثك المدرب والخبير والكوتش والمؤلف، فإن دورهم يقتصر على إعطائك مقادير الوصفة فحسب، أما جمع تلك المقادير، وعملية "الطبخ" ذاتها فتلك مهمتك أنت، وأنت فقط.
وتخليك عن هذا الدور، بانتظار أن يقوم أولئك بالطبخ ، ثم إطعامك، لتنتقل فجأة من حال إلى حال، هو في الحقيقة عيش في "الأوهام" وترقب لكوب الماء من مساحات "السراب".
ولهذا ترى الجموع الغفيرة، تحضر الدورات إثر الدورات، وتجوب معارض الكتب والمكتبات، وهي مع ذلك كله (مكانك ســر)، لا تجاوز موضعها، ولم يتغير فيها شيء يذكر، والسبب – من وجهة نظري – هو توقعها أن إصلاح الذات يكون من خارجها، وتوقع أن الفشل مثل المرض، وأن النجاح مثل العلاج، فما أن يصرف الطبيب لك العلاج، أو يضع لك الممرض الإبرة حتى تبدأ في الإحساس الفعلي بالتشافي، وهو ظن خاطئ بلا ريب.
فليس ثمة طرق سحرية للنجاح، وليست هناك أساليب تعمل من تلقاء ذاتها، فالنجاح يعتمد كلياً - بعد توفيق الله - على جهدك المتواصل لتحقيقه، دون كلل أو ملل.
وأنت أقدر الناس على معرفة ما ينجح مع نفسك ومالا ينجح، ومعرفة ما يحقق الثمرة وما لا يحققها.
كما أنك أقدر الناس على تكرار التجربة والتعلم منها، والأقدر على الغوص في غمار نفسك لاستكشاف عوامل تحفيزها، ومثيرات الإقدام والإحجام لديها.
فإذا أردت تحقيق النجاح، فاعلم أن الأمر يعتمد عليك، فلا تعوّل على أحد من العالمين.
واحرص على عدم الاتكال على جهد، بل اسأل الله التوفيق والبركة والسداد، وتذكر قوله تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)
دمتم بخير،،،
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بالعمل الخيري
وهي أمور حين تفعّلها بشكل جيد، وتتفاعل معها، فسوف تحقق الكثير من الفائدة فيما تطمح إليه..
لكن الأمر يعتمد - أولاً وأخيراً - على وجود العزيمة الصادقة والمتبوعة بالعمل الجاد في تطوير ذاتك بنفسك.
فأنت أقدر الناس على سياستها، ومعرفة أساليبها في التهرب من المهمات، وطرائق الخداع التي اعتادت أن تعمل وفقاً لها.
ومهما حدّثك المدرب والخبير والكوتش والمؤلف، فإن دورهم يقتصر على إعطائك مقادير الوصفة فحسب، أما جمع تلك المقادير، وعملية "الطبخ" ذاتها فتلك مهمتك أنت، وأنت فقط.
وتخليك عن هذا الدور، بانتظار أن يقوم أولئك بالطبخ ، ثم إطعامك، لتنتقل فجأة من حال إلى حال، هو في الحقيقة عيش في "الأوهام" وترقب لكوب الماء من مساحات "السراب".
ولهذا ترى الجموع الغفيرة، تحضر الدورات إثر الدورات، وتجوب معارض الكتب والمكتبات، وهي مع ذلك كله (مكانك ســر)، لا تجاوز موضعها، ولم يتغير فيها شيء يذكر، والسبب – من وجهة نظري – هو توقعها أن إصلاح الذات يكون من خارجها، وتوقع أن الفشل مثل المرض، وأن النجاح مثل العلاج، فما أن يصرف الطبيب لك العلاج، أو يضع لك الممرض الإبرة حتى تبدأ في الإحساس الفعلي بالتشافي، وهو ظن خاطئ بلا ريب.
فليس ثمة طرق سحرية للنجاح، وليست هناك أساليب تعمل من تلقاء ذاتها، فالنجاح يعتمد كلياً - بعد توفيق الله - على جهدك المتواصل لتحقيقه، دون كلل أو ملل.
وأنت أقدر الناس على معرفة ما ينجح مع نفسك ومالا ينجح، ومعرفة ما يحقق الثمرة وما لا يحققها.
كما أنك أقدر الناس على تكرار التجربة والتعلم منها، والأقدر على الغوص في غمار نفسك لاستكشاف عوامل تحفيزها، ومثيرات الإقدام والإحجام لديها.
فإذا أردت تحقيق النجاح، فاعلم أن الأمر يعتمد عليك، فلا تعوّل على أحد من العالمين.
واحرص على عدم الاتكال على جهد، بل اسأل الله التوفيق والبركة والسداد، وتذكر قوله تعالى (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده
دمتم بخير،،،
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بالعمل الخيري
10:12 ص