مزيج التميّـــز
الحصول على التميز، والاتصاف به، أمر يطلبه الجميع، والنفس بطبيعتها ميالة لأن تتميز عن الآخرين بما يستوجب المديح والثناء.
ومن ضمن الجوانب التي يطمح المرء للتميز فيها " عمله الوظيفي"، باعتباره موضعاً لقضاء ثلث يومه فيه، لخمسة أو ستة أيام في الأسبوع، ولأن ذلك العمل هو مصدر الدخل المادي الذي به يستكمل المرء تلبية احتياجاته وتحقيق ذاته.
ولكي تحقق نجاحاً في عملك الوظيفي، وتكون ضمن القلة المميزين في مجالك، وتكسب الكثير من المال من جراء ذلك، فإنك تحتاج - كما يقول تيم فريس- إلى أن تكون أحد أفضل المتخصصين في مجالك على مستوى العالم، أو على مستوى بلادك أو مدينتك، فذلك يكفل أن تكون أحد الذين يشار إليهم بالبنان، وتنشد الجهات استقطابك للانضمام إلى فريق العمل لديها.
ولأن الوصول إلى مرحلة "الندرة" والتميز المنفرد بهذه الصورة أمر عسير على الكثيرين، ويتطلب مزايا استثنائية لا يمكن مطالبة الناس بالحصول عليها أو الوصول عليها، فإن "تيم" يقترح سبيلاً آخر لتحقيق التميز، ألا وهو أن يكون لدى المرء تميز "نسبي" وليس "مطلقاً " في مجالين أو ثلاثة معاً، ذلك أن وجود هذه المساندة بين جوانب التميز المتعددة -ولو قلّت-، من شأنها أن توجد مزيجاً فريداً يحقق للمرء جاذبية خاصة تجعله مطلوباً للعمل في العديد من الجهات، غيرغارق في التخصص الدقيق الواحد.
ومن أجل تجلية فكرة "مزيج التميز" بشكل أكبر، يمكن الإشارة إلى هذا المثال:
لو أن موظفاً متخصصاً في الموارد البشرية، ولديه "شيء" من التميز النسبي في ذلك، وجمع مع هذه المزية النسبية ميزة إتقان استخدام الحاسب الآلي بكفاءة، كما كانت لديه قدرة جيدة في الصياغة الأسلوبية كذلك؛ فإن هذا المزيج المتنوع من شأنه أن يجعل عمله في الموارد البشرية في منظمته عملاً متميزاً يفوق به الكثير من أقرانه الذي لديهم "تميز كبير" في مجال الموارد البشرية فحسب، حتى ولو كانوا يفوقونه فيها بمراحل، ذلك أن بإمكانه توظيف معرفته الوثيقة بالحاسب الآلي في جلب الكثير من النماذج الإلكترونية وتصميمها، وتخصيصها من أجل تيسير إجراءات الموارد البشرية، كما أن أسلوبه الجميل في الصياغة يمكّنه من إعداد الكثير من الرسائل التحفيزية للموظفين، وإعداد الخطابات المتنوعة، والتأكد من صياغة الرسائل الموجهة من المنظمة وإليها، وإعداد مادة التقرير الدوري أو السنوي لقسم الموارد البشرية، وهو ما يجعله "عملة نادرة" في منظمته.
وهذا مجرد مثال على دور "المزيج" في تحقيق "التميز"، ووفقاً لهذا المثال يمكنك التفكير ملياً في وضعك وتخصصك الحالي، والتساؤل عن المزيج الذي يتناسب معك، ومع ميولك، ومع منظمتك، ثم العمل الجاد لتحقيق هذا المزيج المنشود، من خلال قرار تتخذه بصنع ذلك "المزيج".
وسوف تحمد العاقبة حين تفعل ذلك، وتجد أنه في الكثير من الأحيان، لا يوجد لدى المنظمة الكثير من الخيارات لاستبدالك، إذ أنه في الوقت الذي قد يجدون من هو متميز في ذات تخصصك، لكنهم في الكثير من الأحيان لن يجدوا من يحقق مع التخصص هذا الخليط الرائع الذي ينتج أمراً مختلفاً.
دمتم بخير
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بتطوير الذات والعمل الخيري
ومن ضمن الجوانب التي يطمح المرء للتميز فيها " عمله الوظيفي"، باعتباره موضعاً لقضاء ثلث يومه فيه، لخمسة أو ستة أيام في الأسبوع، ولأن ذلك العمل هو مصدر الدخل المادي الذي به يستكمل المرء تلبية احتياجاته وتحقيق ذاته.
ولكي تحقق نجاحاً في عملك الوظيفي، وتكون ضمن القلة المميزين في مجالك، وتكسب الكثير من المال من جراء ذلك، فإنك تحتاج - كما يقول تيم فريس- إلى أن تكون أحد أفضل المتخصصين في مجالك على مستوى العالم، أو على مستوى بلادك أو مدينتك، فذلك يكفل أن تكون أحد الذين يشار إليهم بالبنان، وتنشد الجهات استقطابك للانضمام إلى فريق العمل لديها.
ولأن الوصول إلى مرحلة "الندرة" والتميز المنفرد بهذه الصورة أمر عسير على الكثيرين، ويتطلب مزايا استثنائية لا يمكن مطالبة الناس بالحصول عليها أو الوصول عليها، فإن "تيم" يقترح سبيلاً آخر لتحقيق التميز، ألا وهو أن يكون لدى المرء تميز "نسبي" وليس "مطلقاً " في مجالين أو ثلاثة معاً، ذلك أن وجود هذه المساندة بين جوانب التميز المتعددة -ولو قلّت-، من شأنها أن توجد مزيجاً فريداً يحقق للمرء جاذبية خاصة تجعله مطلوباً للعمل في العديد من الجهات، غيرغارق في التخصص الدقيق الواحد.
ومن أجل تجلية فكرة "مزيج التميز" بشكل أكبر، يمكن الإشارة إلى هذا المثال:
لو أن موظفاً متخصصاً في الموارد البشرية، ولديه "شيء" من التميز النسبي في ذلك، وجمع مع هذه المزية النسبية ميزة إتقان استخدام الحاسب الآلي بكفاءة، كما كانت لديه قدرة جيدة في الصياغة الأسلوبية كذلك؛ فإن هذا المزيج المتنوع من شأنه أن يجعل عمله في الموارد البشرية في منظمته عملاً متميزاً يفوق به الكثير من أقرانه الذي لديهم "تميز كبير" في مجال الموارد البشرية فحسب، حتى ولو كانوا يفوقونه فيها بمراحل، ذلك أن بإمكانه توظيف معرفته الوثيقة بالحاسب الآلي في جلب الكثير من النماذج الإلكترونية وتصميمها، وتخصيصها من أجل تيسير إجراءات الموارد البشرية، كما أن أسلوبه الجميل في الصياغة يمكّنه من إعداد الكثير من الرسائل التحفيزية للموظفين، وإعداد الخطابات المتنوعة، والتأكد من صياغة الرسائل الموجهة من المنظمة وإليها، وإعداد مادة التقرير الدوري أو السنوي لقسم الموارد البشرية، وهو ما يجعله "عملة نادرة" في منظمته.
وهذا مجرد مثال على دور "المزيج" في تحقيق "التميز"، ووفقاً لهذا المثال يمكنك التفكير ملياً في وضعك وتخصصك الحالي، والتساؤل عن المزيج الذي يتناسب معك، ومع ميولك، ومع منظمتك، ثم العمل الجاد لتحقيق هذا المزيج المنشود، من خلال قرار تتخذه بصنع ذلك "المزيج".
وسوف تحمد العاقبة حين تفعل ذلك، وتجد أنه في الكثير من الأحيان، لا يوجد لدى المنظمة الكثير من الخيارات لاستبدالك، إذ أنه في الوقت الذي قد يجدون من هو متميز في ذات تخصصك، لكنهم في الكثير من الأحيان لن يجدوا من يحقق مع التخصص هذا الخليط الرائع الذي ينتج أمراً مختلفاً.
دمتم بخير
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بتطوير الذات والعمل الخيري
12:55 م