مزايا الكتب المترجمة
ليس من شك أن الناظر اليوم إلى المكتبة وبخاصة في ركن الإدارة والتطوير والمهارات سيصاب الدهشة للحجم الكبير من الكتب المترجمة في هذا المجال، حتى أنك لو بحثت عن الكتاب العربي الأصيل – غير المترجم – لوجدته نادراً ..وقد كانوا إذا عدوا قليلاً * فقد صاروا أقل من القليل
وإذا وقعت عينك على الكتاب العربي " قلباً وقالباً " فإنك ستجده في كثير من الأحيان مشغولاً بالتعقيدات الفلسفية، مثل التعريفات والشروط والضوابط، مفتقراً إلى التشويق، فهو أقرب للمناهج الجامعية المملة منه إلى الكتب المشوقة .
زد على ذلك أنه سيكون متصفا – دون نظيراته الغربية الأصل – بضعف مستوى الطباعة والإخراج .
أما الكتب المترجمة – والحكم هنا للأغلب – فهي تتميز بجودة الطباعة والإخراج، والإثارة والتشويق، فهذه وقفة، وتلك ملاحظة، وهذا تحذير، وهذه طرفة، وهاهنا قصة ...، فضلاً عن الرسوم التوضيحية، والكاريكتورية.. وهي بمجوعها تعطي الكتاب من القبول والانتشار مالا تعطيه تلك الرصانة المصطنعة والهدوء القاتل في كتبنا العربية، والحكم بطبيعة الحال على الأعم الأغلب وليس على الجميع .
ولعل من مسببات هذا الأمر أن الكتب العربية تعتمد على " الشخص الواحد " فهو الذي يجمع أفكارها، ويصوغ أسلوبها، وربما يقوم هو بنفسه بصفها، ومن تصميم غلافها، ومتابعة المطبعة، ثم الإشراف على نشرها وبيعها!! .. مما يعني أن الخبرات المبذولة في الكتاب خبرة " شخص واحد " مهما أوتي من القدرات.. فإنه ينقصه الكثير في المجالات المتعددة التي يمر بها الكتاب قبل خروجه للنور .
أما الكتب الأجنبية – و المترجم منها تابع لأصله – فهي نتاج فريق عمل متكامل، فالمؤلف يضع الأفكار والمعلومات، وآخر يراجع المحتوى والصياغة، وثالث يضع الرسوم التوضيحية المناسبة، وثلة يقومون بالتصميم والإخراج النهائي، وآخر يقوم بتصميم الغلاف، أما الطبع والنشر والتوزيع فتقوم بكل واحدة منها مؤسسة مستقلة .
ومن الطبعي أن تكون الجهود الجماعية أوفر حظاً من الجودة والإتقان من الجهود الفردية .
ولذا فإننا نتمنى اليوم الذي يتخلص فيه مؤلفونا – ليس في الإدارة فحسب بل في المجالات – من عقدة " ماحك جلدك مثل ظفرك" والانتقال إلى مرحلة التخصص في كل جانب، وكما يقول المثل العامي " أعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه " .
12:11 ص