الإنجاز في "القراءة الفعالة" | لقاء مع العسّاف
جلست مع أخي أحمد العساف في حديث ماتع عن القراءة، نتبادل همومها وفرصها وأساليبها، فحدثته عن أزمتي مع الكتب، وأنني أشتري الكتاب تلو الكتاب، فأقرأ منه شيئاً، ثم اجاوزه لآخر، ومازال بي الأمرحتى أحصيت في مكتبتي جملة غير قليلة من الكتب غير المقروءة.
وأخبرته أنني قرأت كتاب " سحر الترتيب " لليابانية ماري كوندو..
وحدثته أن أهم فكرة اعجبتني في الكتاب : " أن يكون الفرز دوماً في المنزل أو في المكتب وفقاً للصنف لا للموقع الجغرافي"، فلا تفرز محتويات المستودع، ثم الصالة، ثم غرفة النوم، لا بل أفرز الملابس أو الأحذية أو الكتب أو الأواني في وقت واحد، فاجمع كل مالديك منها، لكي تكون على دراية بالحجم، والتوافر، ومن ثم اتخاذ القرار بشأن الاحتفاظ أو الإهداء أو التخلص وأنت أكثر إدراكاً و موضوعية.
ثم قصصت عليه صنيعي، وأنني جمعت الكتب غير المقروءة في موضع واحد من مواضع الكتب المتعددة لدي (وعددها خمسة) مما لاتزال الرغبة في قراءته موجودة وحاضرة، فوجدت 46 كتاباً في صفّ الانتظار!
وحدثته عن وضعي للكتب في أكثر من مكان لأجدها حين أريدها.
فأشار علي بمجموعة من الوصايا التي رأيتها فتحاً مبيناً:
1- قرر أن تقرأ كتاباً عميقاً كبيراً، وآخر معه خفيف المحمل.
2- لا تتنقل من بيت لآخر، ولا إلى العمل، ولا إلى السيارة إلا وكتابيك معك.
3- لا تقرأ إلا فيهما، ولا تسمح لكتب أخرى أن تقتحم عليك خطتك، فإذا راق لك كتاب ما فاجعله الكتاب التالي حين تفرغ من أي من الكتابين.
4- من المعتاد أن يبقى الكتاب الكبير مدة أطول، في الوقت الذي يتغير في الكتاب الصغير على نحو أسرع لأنه أيسر وأصغرفري القراءة.
5- لا تقرأ دون وجود قلم محدد أو مميز للنصوص، تضع به علامات على النصوص التي استوقفتك من الكتاب، إعجاباً أو تعجباً أو استنكارا أو لغير ذلك، بحيث يمكن أن تعود للكتاب بعد مدّة، فتكتفي بالنصوص المحددة فحسب.
6- إذا شعرت بلذّة وأنت تقرأ الكتاب، ورأيت أنه جدير بنشر أفكاره، فقم على الفور منذ أن تنتهي من الكتاب بإعداد "عرض عن الكتاب" تتناول فيه أفكاره الرئيسة، ونقاط تميزه، وعيوبه، ثم تحدّث بها غيرك، أو تنشرها في مدونتك، لتكون بذلك من العلم الذي ينتفع به.
7- للسفر كتبه المختلفة، كما أنه ملابسه المختلفة كذلك، حيث تتميز كتب السفر غالباً بعدم وجود الوحدة الموضوعية بينها، ولهذا تصلح كتب المقالات، والملح، والنوادر، والكتب الصغيرة الحجم للسفر، لأنها جميعا لا تحتاج تركيزاً، ويسهل الاستئناف فيها، دون الحاجة لربط ماسبق بما يأتي.
8 - مالم تقطع على نفسك وأهلك وعداً لا يخلف بوقت خلوة للقراءة دون مقاطعات، ولتكن ساعة بعد صلاة العشاء مثلاً، مالم تفعل ذلك فسوف تجد أن الكتب تتراكم، والحسرة تزادا، والإنجاز يقلّ، فابدأ من اليوم بتحديد وقت الخلوة الخاصة للقراءة.
كانت تلك أبرز اللمحات التي تمكنت من تقييدها من لقاء عابر مع أخي وحبيبي أبامالك.
بقي أن أشير إلى وسائل التواصل مع الأديب القارئ النهم أحمد العسّـاف
حساب تويتر / @ahmalassaf
بريد إلكتروني / ahmadalassaf@gmail.com
وختاماً / أعتذر لمن فهم من العنوان موضوعاً آخر، وظنّ أن العسّاف في العنوان يشير لوزير المالية، فقد أردت صاحبي.
دمتم بخير ،،،
12:29 م