لغة القالب

رسائل خاصة لابني الحبيب


يا بُنيّ / يا ابنتي
إن درب الكسل والخمول والتفلّت.. يسيرجداً، وبإمكان الجميع أن يسلكوه، لكن عاقبته ليست يسيرة ولا مبهجة.

لذا فإنني أحيي فيك حيويتك ونشاطك وحرصك على العمل والإنجاز وتحصيل العلم والسعي وراء الرزق وجمع المال، ومع هذه الحيوية أهمس في أذنك:

لا ينس الواحد منا قلبه..
 رققوه بالطاعات، وأصلحوه بالنوافل، والحرص على الجماعة، وترك المحرمات، والرفقة الصالحة.

يا بُنيّ / يا ابنتي
لا تنظروا إلى المنفلتين نظرة إعجاب،  بل انظروا لهم نظرة رحمة ورأفة وإشفاق.
لا تتمنوا  أن تكون مثلهم، فهم لم يجدوا من يحرص عليهم، ويخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه.
أشفقوا عليهم إذ لم يكن لديهم وازع داخلي يمنعهم من هذا التلفلت الذي مآله الخسران.
ارحموهم ، وادعوا الله لهم بالهداية، واجتنبوهم.

يا بُنيّ / يا ابنتي
ليكن قدوتكم في هذه الحياة : أفاضل الناس، المذكورين بالخير حيثما حلوا ، من تلهج الألسنة بشكرهم، ومن تشيع وتذيع مواقفهم الحسنة في حياتهم وحين يقبض ملك الموت أرواحهم، ويبكي الناس كثيرا لفقدهم.

يا بُنيّ / يا ابنتي
إنكم لا تعلمون متى يقبض ملك الموت روحي أو أرواحكم، فأسباب الموت اليوم كثيرة، وموت الفجأة يفجعنا كل يوم بحبيب أو قريب.

يا بُنيّ / يا ابنتي
لربما كان جسدك اليوم أو غداً "جنازة" تحمل على الأكتاف للصلاة عليها في هذا الجامع أو ذاك، فهل نحن على حال ترضي الله؟

يا بُنيّ / يا ابنتي
حين أمنعكم من أمر، وأرفضه، فلا تظنّوا بأنني أبحث عما يغضبكم، أو يجلب لكم الحزن، أو أضيّق عليكم

إنما أمنعكم لأنني أحبكم، وأمقت كل شيء قد يضرّكم، قد أصارحكم بالسبب حيناً، وقد أكتمه لمصلحة لا تعلمونها أحياناً أخرى.

لا تنبّشوا كثيراً، لا تحرصوا على استنطاقي كل مرّة عن السبب، وثقوا بأنني حريص عليكم.. أحياناً أحرص منّي على نفسي.

يا بُنيّ / يا ابنتي
إن استقلالك الواحد بالمال، أو بالأصدقاء، أو بالجوال، ووسائل الاتصال المختلفة لايعني أن تنسى فضل الله عليك، وإكرامه لك، وجوده عليك، فتنطلق بكل ما آتاك الله لتفعل ما يحلو لك.

تذكروا أن كل ما أنتم فيه  من حال إنما هو "نعمة" من الله، وبالشكر قولاً وفعلاً تدوم النعم.

 واعلموا بأن الله سبحانه قادر على أن يسلب من المرء كل نعمة أنعم بها عليه فجأة.
فلا تستعملوا نعم الله في معصيته.

يا بُنيّ / يا ابنتي
كلما تصنعه اليوم بوالديك.. سيصنعه أبناؤك بك، فالجزاء من جنس العمل

يا بُنيّ / يا ابنتي
إنما هي أيام أو سنوات، ونودّعكم، مفارقين هذه الحياة، لتبقون من بعدنا تصارعون أحداث الحياة، وتخوضون غمارها..

 حين نغادر سيدرك الواحد كم كان مقصراً أو عنيداً أو متجاهلاً .. سيدرك ويندم ولات حين مندم .

 فتدارك الآن مادام في الأمر فسحة، ومادمنا على قيد الحياة.

واسلم يا رعاك الله

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@bin_oshan
29 / 3/ 2017
11:14 ص

عدد المواضيع