بيني وبينك : لا تنضبط في المؤتمر!
تحفل كل بلاد الدنيا بعدد غير محدود من المؤتمرات والملتقيات وورش العمل والندوات التي لها أول وليس لها آخر، وتنعقد تلك الفعاليات على مستوى محلي وإقليمي ودولي، وتحرص كل جهة على أن تضع عناويناً براقة تلفت أنظار الناس للفعالية، وترغّبهم في حضورها.
لهذا تجد عدداً من العبارات التسويقية والتشويقية في المطبوعات والإعلانات الخاصة بهذه الفعالية، مثل:( المؤتمر الدولي الأول - أكبر ملتقى يجمع .. - أضخم فعالية في تخصص..- بمشاركة خبراء دوليين، ينعقد مؤتمر ...).
ويقع المرء في حيرة من أمره تجاه ما يفعله تجاه هذه الدعوات التي لا تنتهي، والتي قد تلامس شيئاً يسيراً من اهتمامه، وقد لا تلامس.
ومن هنا جاءت هذه التدوينة من خلال معايشة ليست قصيرة لأمثال هذه الفعاليات، في جملة من التوصيات..
أولا: لا تحضر!
الفعاليات والملتقيات والمؤتمرات عن أي موضوع ليست اختراعاً لا يقبل التكرار، ولا تخشى فوات شيء منها، فكل موضوع من هذه الموضوعات المطروحة تكرر الحديث عنه أو سيتكرر، فليست - في أغلب فقراتها – أمراً نادراً، ولا سراً يتم إفشاؤه لأول مرّة فاطمئن.
ثانياً : شاهد عن بعد!
عدد غير قليل من هذه الفعاليات يتم توثيقها ونشر ذلك لاحقاً وإتاحته للعامة من خلال مواقع الجهة أو معرفتها أو حسابها في اليوتيوب، بل ويتم مؤخراً بث تلك الفعاليات بالصوت والصورة وبشكل مباشر أثناء انعقاد الفعالية، فلا يوجد ما يجبرك على ترك أعمالك، أو الدخول في دوامة الزحام ذهاباً وإياباً، ويمكنك متابعتها عن بعد حين تريد.
ثالثاً: للعاطلين!
مالم تكن تشكو من الفراغ القاتل، فليس هناك ما يدعوك لحضور أي مؤتمر أو ملتقى أو ندوة يتم عقدها هنا أو هناك.. ولتعلم أنك لو أمضيت كل عمرك في حضورها لما استطعت الإحاطة بها، فلا تقلق بشأن فوات الكثر منها.
رابعاً : حالات الحضور الاستثنائية؟
يكن الحضور للفعالية مطلوباً ومبرراً حين تلامس الموضوعات المطروحة احتياجاتك، سواء بموافقتها لشغفك وميولك واهتماماتك، أو موافقتها لوظيفتك ومهمتك وعملك، فحينها يكون الحضور مثمراً في بعض الأحايين حين يوفق منظم الفعالية لاختيار الضيوف الأكفاء، والعرض المميز.
خامساً : الحضور للتشبيك والتشخيص!
يمكن الحضور للملتقى الذي لا يلامس احتياجك، حين يكون لك هدف آخر من الحضور، وهو إقامة الصلات وتوثيق العلاقات والبروز لدى المهتمين، فيكون حضورك حينها لمجرد التشبيك وبناء العلاقات فحسب، وهذا يقتضي منك اختياراً أمثل لمكان جلوسك، ولطبيعة مداخلاتك، ويتطلب منك اصطحاب كروت العمل الشخصية التي تعرّف بك.
سادساً: لا تكن منضبطاً!
حين تحضر أحد هذه الفعاليات فلا يوجد ما يجبرك على الالتزام بحضور (كل) فقرات البرنامج المعدّ سلفاً، فالذي يدخل مكتبة عامة ليس ملزماً بقراءتها وفق تصنيفها بل وفق ما يريد، وفي الفعاليات احضر ما تميل إليه نفسك، وما تتوقع أن يحقق لك هدفك من المشاركة، وأما في الفقرات التي لا تروق لك، سواء بسبب موضوعها، أو مقدميها، فيمكنك – بدون أي تأنيب للضمير- أن تخرج من القاعة لتشرب الشاي أو تتحدث مع الرفاق! لكنني أوصي باستعراض جدول الفعالية قبل الحضور، وتحديد الفقرات التي ستحضرها، والتي لن تحضرها، ومن المهم -في الوقت ذاته- أن تحدد آلية استفادتك من الأوقات البينية التي ستتغيب عن الحضور فيها، وهذا ربما يدفعك لترتيب مواعيد لقاءات أو اجتماعات أو اصطحاب كتب أو ملفات للاطلاع عليها.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بتطوير الذات والعمل الخيري
@bin_oshan
لهذا تجد عدداً من العبارات التسويقية والتشويقية في المطبوعات والإعلانات الخاصة بهذه الفعالية، مثل:( المؤتمر الدولي الأول - أكبر ملتقى يجمع .. - أضخم فعالية في تخصص..- بمشاركة خبراء دوليين، ينعقد مؤتمر ...).
ويقع المرء في حيرة من أمره تجاه ما يفعله تجاه هذه الدعوات التي لا تنتهي، والتي قد تلامس شيئاً يسيراً من اهتمامه، وقد لا تلامس.
ومن هنا جاءت هذه التدوينة من خلال معايشة ليست قصيرة لأمثال هذه الفعاليات، في جملة من التوصيات..
أولا: لا تحضر!
الفعاليات والملتقيات والمؤتمرات عن أي موضوع ليست اختراعاً لا يقبل التكرار، ولا تخشى فوات شيء منها، فكل موضوع من هذه الموضوعات المطروحة تكرر الحديث عنه أو سيتكرر، فليست - في أغلب فقراتها – أمراً نادراً، ولا سراً يتم إفشاؤه لأول مرّة فاطمئن.
ثانياً : شاهد عن بعد!
عدد غير قليل من هذه الفعاليات يتم توثيقها ونشر ذلك لاحقاً وإتاحته للعامة من خلال مواقع الجهة أو معرفتها أو حسابها في اليوتيوب، بل ويتم مؤخراً بث تلك الفعاليات بالصوت والصورة وبشكل مباشر أثناء انعقاد الفعالية، فلا يوجد ما يجبرك على ترك أعمالك، أو الدخول في دوامة الزحام ذهاباً وإياباً، ويمكنك متابعتها عن بعد حين تريد.
ثالثاً: للعاطلين!
مالم تكن تشكو من الفراغ القاتل، فليس هناك ما يدعوك لحضور أي مؤتمر أو ملتقى أو ندوة يتم عقدها هنا أو هناك.. ولتعلم أنك لو أمضيت كل عمرك في حضورها لما استطعت الإحاطة بها، فلا تقلق بشأن فوات الكثر منها.
رابعاً : حالات الحضور الاستثنائية؟
يكن الحضور للفعالية مطلوباً ومبرراً حين تلامس الموضوعات المطروحة احتياجاتك، سواء بموافقتها لشغفك وميولك واهتماماتك، أو موافقتها لوظيفتك ومهمتك وعملك، فحينها يكون الحضور مثمراً في بعض الأحايين حين يوفق منظم الفعالية لاختيار الضيوف الأكفاء، والعرض المميز.
خامساً : الحضور للتشبيك والتشخيص!
يمكن الحضور للملتقى الذي لا يلامس احتياجك، حين يكون لك هدف آخر من الحضور، وهو إقامة الصلات وتوثيق العلاقات والبروز لدى المهتمين، فيكون حضورك حينها لمجرد التشبيك وبناء العلاقات فحسب، وهذا يقتضي منك اختياراً أمثل لمكان جلوسك، ولطبيعة مداخلاتك، ويتطلب منك اصطحاب كروت العمل الشخصية التي تعرّف بك.
سادساً: لا تكن منضبطاً!
حين تحضر أحد هذه الفعاليات فلا يوجد ما يجبرك على الالتزام بحضور (كل) فقرات البرنامج المعدّ سلفاً، فالذي يدخل مكتبة عامة ليس ملزماً بقراءتها وفق تصنيفها بل وفق ما يريد، وفي الفعاليات احضر ما تميل إليه نفسك، وما تتوقع أن يحقق لك هدفك من المشاركة، وأما في الفقرات التي لا تروق لك، سواء بسبب موضوعها، أو مقدميها، فيمكنك – بدون أي تأنيب للضمير- أن تخرج من القاعة لتشرب الشاي أو تتحدث مع الرفاق! لكنني أوصي باستعراض جدول الفعالية قبل الحضور، وتحديد الفقرات التي ستحضرها، والتي لن تحضرها، ومن المهم -في الوقت ذاته- أن تحدد آلية استفادتك من الأوقات البينية التي ستتغيب عن الحضور فيها، وهذا ربما يدفعك لترتيب مواعيد لقاءات أو اجتماعات أو اصطحاب كتب أو ملفات للاطلاع عليها.
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
إعلامي مهتم بتطوير الذات والعمل الخيري
@bin_oshan
12:09 م