بين جوانحنا طاقة غير متوقعة
لم تزل الأيام والليالي تثبت لي كما أثبتت للكثيرين أن المرء منا قادر على فعل مايطلق عيه الناس أحياناً " المعجزات"..
وأن المرء برغم مانعتقده عنه من الضعف والكسل وحب الراحة ونقص الخبرات والإمكانات إلا أنه تمر عليه أوقات وأزمنة ينطلق فيها انطلاقة غير معهودة،
وأن المرء برغم مانعتقده عنه من الضعف والكسل وحب الراحة ونقص الخبرات والإمكانات إلا أنه تمر عليه أوقات وأزمنة ينطلق فيها انطلاقة غير معهودة،
ويصنع فيها الفرد مايظن الناس أنه صنيع النفر من الناس، ويرى منه الناس مالم يكونوا يرونه من مواصلة الجهد بالجهد، والإصرار العجيب..
بل ويرون نتائج هذه العزيمة والإصرار نجاحاً كبيراً مشرفاً يشهدونه بأم أعينهم .. حتى يقول قائلهم : ( سبحان الله، والله لقد كان معنا بالأمس ولم يكن شيئاً مذكوراً!).
فمن أتت هذه الطاقة الفاعلة ؟
إن مردّ تلك الأنشطة والفعاليات كلها إلى أن المرء في الأوضاع التي يراه عليها الناس دوماً يكون في وضع أشبه مايكون بوضع الاسترخاء والدعة والسكون، لايحفزه شيء ذابال ليحريك طاقاته الكامنة – وهي كثيرة- ، ولايرى مبررا لبذل الوسع في أمر من أموره التي اعتاد عليها، وبالتالي فإن الناس يرونه امرءا مثله كثيرين ..ويعيش حياة "عادية" ..
لكن موقفاً مؤثراً، أو كلمة صادقة، أو تأملاً مستغرقاً يقدح الزناد، ويستثير الهمة، ويكشف للمرء مدى ابتعاده أو اقترابه من الهدف، ويتراءى له وكأن الهدف قد تحقق، وأن المراد قد حصل، وأنه لم يبق بينه وبين مايريد سوى اجتياز هذه العقبة الكؤود التي طالما توقف عندها دون أن يجاوزها.. فيحصل للمرء نوع من التجلي والبصيرة ..حينها يشتعل أوار النجاح في قلب صاحبناً، ويبدأ في مرحلة من اليقظة التامة، والتركيز القوي، ووضوح الطريق ويبدأ العمل وهو كمن يرى النتائج أمام عينيه..
وهذه اللحظة "الحاسمة" التي ينقدح فيها الزناد تحصل في الكثير من الأحيان من تلقاء نفسها، بسبب ماذكرناه من أسباب دون أن يكون للمرء دور في افتعالها وحصولها ودون ترتيب مسبق، لكن هندسة النجاح تقتضي عدم الانتظار لحين حصول هذه اللحظة التي قد يطول الانتظار دون حصولها، والانتقال إلى أخذ زمام المبادرة في افتعال هذه اللحظة، والشعور وكأنها قد حصلت، مع التسلح بسلاح العزيمة والإصرار من جهة، وتركيز الجهد من جهة أخرى، فإذا فعل الواحد منا ذلك فإنه يكون قد صعد سلم النجاح باختياره، واستبق خطوات التميز التي ربما كان بينه وبينه سنوات بل عقود من السنين، لو لم يقدح زناده .
فهل لنا أن نرى منك هذه اللحظة الحاسمة ؟
وهل نطمع في أنرى نراك وقد صرت شيئاً مذكوراً بعد إذ لم تكن ؟
نأمل ذلك ونرجوه .. وإنا لمنتظرون .
12:10 ص