6:42 ص

حادثة شارلي ايبدو


لم يكن صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المواقف والأشخاص بحدية تامة (مع أو ضد).
لذا لم يمنعه وصفه لخالد بن الوليد بسيف الله المسلول من إدانة الخطأ "اللهم إني أبرأ إلى الله مما فعل خالد".
فبين اللون الأسود واللون الأبيض توجد الكثير من التدرجات الرمادية بينهما.
والذين يظنون أنك ملزم بالوقوف مع أو ضد تصرف ما بإطلاق :واهمون.
ولهذا فبين أن تطبل لمنفذي حادثة شارلي ايبدو
وبين أن تلعنهم وتصطف مع الصحيفة؛
يسعك أن تتخذ موقفا تفصيليا يدين التصرفات الفردية للقاتلين، وافتياتهم على الأمة، وعلى مسلمي الغرب عموما وفرنسا خصوصا،
وفي الوقت ذاته يدين جريمة التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم.



والحقيقة أنه بين أن تقدس شخصا وبين أن تلعنه.. ثمة درجات كثيرة يمكن وضع المرء فيها، فبين القبول والرفض ثمة مساحات واسعة للقبول والرفض الجزئيين.

إننا ندرك جميعا أن دعاوى الحرية التي يطنطن بها الغرب مجرد أكاذيب، وأردية يفصلها على مقاسه هو، ويمنعها عمن سواه،  لكن ذلك لا يعني بالضرورة قبول تصرف منفذي حادثة شارلي ايبدو .

وعلى نمط أحداث سبتمبر ومترو لندن و شارلي ايبدو يقوم أفراد محدودون باجتهادات غير مدروسة يطال ضررها الملايين، ويجدون من يصفق لهم وللأسف.

إن إدانة حادثة شارلي ايبدو لا تعني بالضرورة القبول بالرسومات المسيئة، ولا تبجيل النصارى، ولا تجاهل قضايا المسلمين الكبرى.
الإدانة تعني منع الأفراد من توريط جماعة المسلمين بأفعالهم الفردية.
وكم جنت الأمة من خسائر كبرى، ودفعت فاتورة مرتفعة من الدماء والأموال والبلدان من جراء حادثة سبتمبر التي تولى كبرها ثلة قليلة غير موفقة.
واليوم تكرر نفس الفئة حماقاتها في شارلي ايبدو

ولازال تنظيم القاعدة يحاول في كل مرة جلب المزيد من التعاطف الشعبي له رغم كل جرائمه وجناياته على الأمة، مستغلا ضعف ذاكرة الجموع حين تتم مخاطبة عواطفها.
وهو يسعى لإظهار نفسه وكأنه المدافع عن قضايا الأمة، بينما هو أحد أسباب نكباتها في العقدين الأخيرين.



بقلم /  محمد بن سعد العوشن

0 التعليقات:

إرسال تعليق