‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات. إظهار كافة الرسائل

3:07 م

وقفة تأمل على ضفاف الشلال

ما أجمل أن تنتزع نفسك من زحام الأعمال، وتبعدها عن الناس حيناً من الدهر، تخلو بنفسك من دون جوال أو تلفاز أو مذياع، تلتقي في هذه الخلوة بأوجه جديدة وأماكن جديدة ومأكولات جديدة، وتعيش فيه مشاعر جديدة كذلك..

تحتاج بين حين وآخر إلى خلوة تهدأ فيها روحك، وتسكن فيها نفسك، وتراجع فيها شأنك كله ولا يحصل ذلك الصفاء المنشور إلا بالتوقف عن الحركة المعتادة، حتى إذا خرجت من دوراتك الاعتيادية، وبقيت خارج تتابع أحداث الحياة اليومية.. اتضحت لك حينها الأمور..

وكأنها فترة سكون لتهدأ الريح ويهبط الغبار، فتكون الأشياء أكثر جلاء واتضاحاً، وحينها تدرك حجم الأشياء كما هي، وتعلم أين كنت تضع أولوياتك، وهل كانت تستحق الجهد والاهتمام الذي تعطيه إياها.. 

ومع هذا السكون ستشعر أن هناك أموراً مهملة وهي ذات أولوية ولكنها غير ملحة، مما جعلك في الكثير من الأحايين تلجأ إلى تأجيلها وتسويفها وإعطائها فضول الأوقات مع أنها الأولى بالرعاية والاهتمام..

وهذا الصفاء لا يحصل بكثرة التنقل والحركة، بل بالسكون والهدوء والتأمل.. 

دمتم بخير

27- 5 -1441


8:54 ص

الانعتاق

تحدث ابن خلدون -رحمه الله- عن التأثير الواقع على المغلوب من الغالب بحديث عجيب، يصف فيه دواخل النفوس، وطباع البشر، وكأنه يصف حالنا الناس اليوم مع سائر الأمم الغربية، إذ أشار إلى أن "المغلوب" مولع أبداً بالاقتداء بـ "الغالب" في شعاره وزيّه و نحلته وسائر أحواله و عوائده، فالنّفس أبداً تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه، ولذلك ترى المغلوب يتشبّه أبداً بالغالب.

11:33 ص

تجربة الفِطام الذاتي!


خاض جميعنا تجربة الفطام من الرضاعة، وكانت تجربة متعبة في بدايتها، غير أنها ممتعة في عاقبتها، وبدلاً من الاكتفاء بمشروب واحد في البكرة والعشي، أصبح المتعرض للفطام قادرا على الأكل من أنواع المأكولات والمشروبات، مستمتعاً بالكثير من النعم.

وحديثي هنا ليس ذلك الفطام، بل عن فطام من نوع آخر، وهو لون من الحرمان الاختياري، والقرار الشخصي بالتوقف عن شيء ما.

ومن المهم لكل من أراد التحكم بذاته، وإدارة نفسه، وسلوكياته، وتحقيق النجاحات الكبرى أن يكون قادراً على فطام النفس عن بعض مشتهياتها متى ما أراد، فلا يكون منساقاً لها دون قيود أو حدود.
وهاهنا يروق لي ذلك البيت من الشعر النبطي :
مايذوق العز خمّام الوسايد * والرجل ماينفعه كثر التمني

11:18 ص

التخطيط الاستراتيجي و كسـر الصندوق

حينما استمعت إلى أمين عام اللجنة الإستراتيجية في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (الجهة التي تولت إصدار وثيقة رؤية المملكة 2030)، وهو يتحدث عن كواليس ولادة الرؤية، وكيف أن العمل في إعدادها كان خارج المألوف والمعتاد في أسلوب العمل الحكومي، أدركت عن كثب، كيف يمكن تحقيق النجاح في التخطيط الاستراتيجي.

ومن هنا وددت أن أسجّل جملة من الدروس المستفادة من هذه الرحلة، لتكون أنموذجاً للعمل في مشروعاتنا، ومنظماتنا على اختلاف تخصصاتها حينما ترغب في إحداث أثر فاعل، وتغيير جوهري.

7:29 ص

وماهو بهيّن!

نتوقع أحياناً أن الأعمال الكبيرة والمؤثرة بل والخطيرة كذلك هي أعمال "عظيمة الحجم"، أو "كثيرة العدد" بالضرورة، وهو توقع غير صائب، فهي أحياناً تكون شيئاً يسيراً، لكنه يحدث أثراً عظيماً يصعب إزالة آثاره.

غير أن التشبيه الرائع في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الشهير عن حال أهل السفينة الذين نزل بعضهم أعلاها، ونزل بعضهم أسفلها، ثم إن الذين نزلوا أسفلها اقترحوا اقتراحاً مفاده لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. 

فكان النص الحاسم هنا (فإن تركوهم وما أرادوا؛ هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) يجعلنا دوماً نعيد النظر في الفعل ذاته، وفي آثاره المتعدية بعد ذلك، بالنظر في مآلات الأمور ونتائجها الإيجابية أو السلبية قبل أن نقرر أن الأمر هين ويسير، وليس الحديث مقتصراً على الجانب السلبي، إذ الأمر ذاته ينطبق على أفعال الخير والإحسان، فرب فعل يسير استهان به صاحبه، وظن انه لا يصنع أثراً، لكن بركته وأجره وتأثيره كانت عظيمة.

9:34 ص

الصديق الحقيقي!

لطالما كانت أوقات الرخاء والمسرات والسعة أوقاتا يتكاثر فيها الرفاق، ويشعر المرء أنه محاط بالكثير من الأصدقاء، والزملاء، من الأقارب، أو سكان الحي، أو من تعرّف عليهم في مراحله التعليمية المختلفة، أو عمل معهم في وظيفة ومنظمة واحدة.

وربما ظن المرء أنه حين يجد الجد، ويقع المكروه، وينشد "الفزعة" منهم، فإن تلك الأعداد غير المحدودة، جاهزة للمبادرة، تنتظر الإشارة منه، بل ربما توقع أن يسبقوا لذلك دون انتظار النداء.

والحقيقة أن هذا وهم كبير، فالناس الذين تعرفهم أو عشت معهم، أو تزاملت معهم في دراسة أو عمل، يتعايشون معك بوصفك جزءاً من مجتمعهم، وهم يعدونك جزءاً يسيراً من علاقاتهم الكثيرة، فلا تتوقع أن تكون لدى كل واحد منهم في المنازل الأولى، وأنه ينظر إليه كأقرب صديق، ذلك أن تلك التوقعات حين يجد الجدّ ستكون مؤلمة جداً.

7:02 ص

تدارك العافية

في كل لقاء تسمعه أو تشاهده مع الأشخاص الذين تعرضوا للإعاقة جراء حادث مروري أو سقوط من مكان عال، أوإصابة بمرض مقيّد للحركة، تجد علامات الندم واضحة في ثنايا حديث أولئك المبتلين و تنهداتهم أثناء روايتهم لتفاصيل حياتهم قبل الحادث وبعده..
وتدرك -بكل وضوح - ندمهم على التفريط في أوقات العافية والصحة والنشاط، وأمنياتهم العميقة بالشفاء لكي يوظفوا كل تلك الطاقات التي كانت لديهم في مكانها الصحيح، ويستثمرون أوقاتهم بما يليق بها، ولسان حال الواحد منهم : ليتني أعود إلى النشاط والصحة، ففي جعبتي الكثير مما كان يفترض بي أن أصنعه، وسوف أصنعه لو تحقق لي ذلك.

10:51 ص

النوم المطمئنّ

يأتي وقت النوم في نهاية كل يوم ليكون أشبه بكشف الحساب لكل واحد منها عما فعله خلال تلك الأربع وعشرين ساعة الماضية، وما قصّر عن فعله في الوقت ذاته.

فحين يستلقي المرء على فراشه، ويأوي إلى سريره، ويضع رأسه على وسادة النوم، فيكون الجسد في مرحلة من الإرهاق قد خارت قواه، وانتهت طاقته، وحان وقت راحته وسكونه، حينها: يبدأ الدماغ في ممارسة المهمة الأخيرة قبل النوم، وهي المهمة الصعبة!

9:44 ص

مشرّف الشهري يعلّمنا بعد وفاته

كما يتعلم المرء من الحياة، فإنه يتعلم من الممات كذلك! ذلك أن ذهاب الأحياء إلى الدار الآخرة، واحدًا بعد الآخر، مع تفاوتهم في الأعمار والأعمال، رسالة واضحة لمعاشر الأحياء، أن استعدوا واستيقظوا من سبات الغفلة، فدوركم قادم دون ريب، والمسألة مسألة وقت فحسب، و “كفى بالموت واعظًا”.

وفي يوم الاثنين التاسع من شهر جمادى الأولى لعام 1443هـ، وبعد ابتلاء ومعاناة مع المرض؛ غادر الشيخ مشرف الشهري هذه الدنيا، منتقلًا إلى الرفيق الأعلى، غادر بهدوء وسكون، غير أن ألسنة الناس لم تهدأ عن اللهج له بالدعوات إثر الدعوات، وذكر المزايا والحسنات لأنه كان ذا أثر باق، وقدّم عملًا مختلفًا.

يصدق في الشيخ مشرف الشهري أنه (متفق عليه)!

3:06 م

إنّه طريقك المؤكّد يا هذا!

 من غير شك أن الواحد منا يؤمل كثيرا، ويعيش ويخطط وكأن العمر سيمتد به طويلاً، مع أنه ربما كان الأجل أقرب إليه من شسع نعله، وربما كان الموت يترقبه في منعطف الطريق التالي.. لكن الإنسان بطبعه وجبلّته يطيل الأمل، ويظن أن سواه هو المعرّض للموت بأي من أسبابه. 

فنظرية الناجي الوحيد تلازمه وهو يراقب جموع الموتى وهي تغادر الدنيا رغم أن منهم من هو أصغر منه سنا وأصح منه بدنا، وأبعد عن مسببات الموت منه، وقديما قال الشاعر (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).

فقد كتب الله على النفوس أن تغادر الدنيا رغم كل ما بنت وشيدت وصنعت وجمعت وخططت وتعلمت..

1:48 م

هنيئاً لهم

 • هنيئا للذين يحدثون آثارا إيجابية حيثما كانوا، ولا يبحثون عن أعذار للتملّص، وهم يدركون أن الأعذار لا تنتهي..

هنيئاً للذين هم مشاعل هداية وسعادة ونفع، حيثما حلت ركائبهم.

هنيئا للقدوات، والنماذج الحسنة، الذين يتبع الناس آثارهم، ويحاكي الناس أفعالهم الخيّرة الحميدة.

هنيئاً للعاملين في مناطق الفراغ، المبتعدين عن المزاحمة والتكدّس، تاركي مناطق الراحة بغية إحداث التغيير الإيجابي في حياة الناس.

1:57 م

شبيه البحث العلمي


كثيرة هي البحوث التي تصدر بوصفها رسائل ماجستير ودكتوراه وبحوث ترقية، وتتناول جميع الموضوعات والشؤون المجتمعية في عناوينها!.

فحين تبحث في مكتبات الدراسات العليا فسوف تتفاجأ بحجم الدراسات عن الظواهر والسلوكيات المجتمعية، ومسببات المشكلات، وحلولها، وسوف تتأسف على عدم استفادة المجتمع من تلك البحوث الكبيرة الحجم، وتتعجب من تواجدها بشكل حصري في مكتبات الجامعات.

6:39 ص

يا هذا : اعتزل ما يؤذيك!

تحتاج النفس إلى المزيد من العناية والرعاية لكي تنطلق في آفاق العمل والإنجاز والسعادة، ولذا فهي بحاجة ماسة للتخلص من العقبات والعوائق وإزالتها عن طريقها وتفقد أحوالها بشكل مستمر.
ومن هنا كان نداء (اعتزل ما يؤذيك) مبرراً ومفهوماً ومقبولاً.. فكل أمر يتسبب لك في الكثير من الأذى والقلق والحزن والضيق، فإن المفترض بك أن تضع له حداً، وأن تعزله عن حياتك وفق الممكن، مالم يكن ذلك الشيء مما لا يمكنك الفكاك منه إطلاقاً، وهي حالات نادرة إذ الأصل إمكان ذلك.

2:02 م

يغضضن من أبصارهن!

ماذا لو كان في مجلسك ثلة من الزملاء في سهرة ماتعة..
وكان في مجلس الضيافة هذا نافذة ذات زجاج عاكس يجعل من كان خارج المجلس ينظر لمن بالداخل لا العكس.
 ثم خرجت لتجلب الشاي لضيوفك، فوجدت أهل بيتك 'زوجتك وابنتاك وابنك'  متسمرين أمام تلك النافذة!
يضحكون على دعابة أحمد، وظرافة محمد، ويتعاطفون مع فهد، ويرثون لحال سعد،ويستظرفون أسلوب صالح!
فسألتهم : منذ متى وأنتم هاهنا.. فأجابوك: منذ أعطيناكم القهوة قبل نصف ساعة.
أكان ذلك يسعد أم يسوؤك؟
وهل ترى أن متابعة النساء للرجال في السناب للعيش مع يوميات أولئك الرجال أمر مشروع؟
وما علاقة ذلك الصنيع بقول الله تعالى (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)؟
مجرّد أسئلة!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 15/396) :
(وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة)

5:23 م

النور يخرج من «غيابة الجب»

 وسط مشاعر الانكسار والإحباط واليأس للفرد، سواء كان ذلك في شأنه الاجتماعي والعائلي، أو كان في شأنه المالي، أو في وضعه الصحي، أو في طموحاته وأحلامه، أو في غير ذلك ، يأتي النور -من الله- ليبدد تلك المشاعر السلبية الموحشة، فيبدّل اليأس أملا، والإحباط تفاؤلاً، والانكسار قياماً ونهوضاً.
يأتي هذا النور هادئاً، ومن غير ميعاد، يأتي للمرء من حيث لم يحتسب، يأتي في أشد لحظات الأسى إرهاقاً، وفي أكثر أوقات الإحباط إيلاماً..، ولا يحتاج ذلك النور حين يأمر الله بمجيئه إلى أحداث كونية كبرى، ولا جهود عظيمة، بل يكون بما لم يتوقعه المرء، ولم يحسب له حساباً، وكما قال الشاعر:
ما مـرّ بي قـلـقٌ إلا و أنـقـذني * ”بـيـتٌ“ يحـوّلُ أحزاني لأفراحِ
سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ * من شدة اليأس لم يخلق بمفتاحِ

11:17 ص

فمن الله ...

يحقق المرء في حياته نجاحات مختلفة، في مجالات التعليم، والأسرة، والحياة الاجتماعية، وفي المال، وفي الجوانب الشرعية، وفي جوانب أخرى من الحياة.. فيفرح ويسرّ بذلك.
وحين تتوالى تلك النجاحات في المجالات كلها أو في أحد المجالات، قد يتوهم المرء وهو يعيش نشوة الفرح، والثقة بالنفس أن هذا النجاح المتحقق و المستمر إنما تم بسبب جهده الكبير، وعمله الدؤوب.
ويظنّ أن ذلك الجهد والإصرار وحسن التدبير الذي يفعله هو سر نجاحه وتميزه عن الناس!

1:57 م

الهروب من الذات


هل سبق لك أن تركت كل المشغلات وأقفلت كل مصادر الضجيج والتواصل والاتصال من حولك، ثم اعتزلت الخلق كلهم، لا أقول أياماً بل ساعات فحسب؟

هل أمضيت ساعات – وأنت مستيقظ طبعاً – دون أن يكون معك أو بجوارك جوال أو تلفاز أو إذاعة أو تواصل شخصي أو حديث هنا أو هناك، حيث الهدوء الشديد، والصمت المطبق؟

11:23 ص

لعنة المعرفة


هناك مايسميه شيب هيث و دان هيث، مؤلفا كتاب (أفكار وجدت لتبقى)  بـ لعنة المعرفة ! وهي مشكلة شائعة وان لم نسمها بهذا الاسم!
ألم يمرّ عليك وقت عجزت فيه عن شرح ماتعتبره أنت من البديهيات لشخص لم يسبق له أن عرف هذا الشيء؟
فتراك تشرح، ثم توجز، ثم تمثّل، وتكون - ربما - بعد ذلك كله كما قيل:
أراد أن يعربه فأعجمه

10:19 ص

الكثير من "الدرعمة"

كشفت وسائل التواصل الاجتماعي أن كثيراً من الناس – وللأسف – مستعد للقتال دون قضية، والحماسة لموضوع لا يعرف أبعاده، ومخاصمة الناس على الـ”لا شيء”.
وفي كل يوم تأخذنا الهاشتاقات التويترية نحو قضايا بعينها تحقق “ترنداً” عالمياً، وأرقاماً قياسية في حجم المشاركات، وترى تفاعل الصغير والكبير فيها، تفاعلاً غير متزن، و”درعمة” دون وعي.

10:04 ص

متعة الحياة المؤجلةّ

تمتّع بإجازاتك الأسبوعية والسنوية، ولا تفوّتها تحت تأثير الانهماك في العمل.
فالإجازة "عملية ترميم شاملة للنفس والجسد"..
تتضمن  إصلاح الخلل، وتفقد جوانب النقص، وتعديل المعوجّ، وإعطاء النفس راحة بعد طول عناء، واستجماماً واسترخاء بعد كدّ وعمل متواصل طوال العام.
وهي تأتي لتعوّض النقص الحاصل في تلبية حاجات النفس والجسد خلال أيام العمل والجدّ، ولا يشعر بطعمها الحقيقي إلا من كان في باقي أيامه منهمكاً في خضم العمل.
أما النائمون طوال العام..