9:53 ص

التشويش في الترجمة الفورية


تجربتي في حضور عدد من اللقاءات والفعاليات التي تحتوي على متحدثين باللغة الإنجليزية، مع وجود الترجمة الفورية، وجدتها مملة ومشوشة في وقت واحد.
فأنت حينها لا تدري: هل تستمع لصوت المتحدث بالإنجليزية حيث يعلو صوته في القاعة، أم تصغي لتلك السماعات التي وضعتها في أذنيك؟
أم تتابع العرض التقديمي باللغة الإنجليزية؟
فأنت في اللحظة نفسها تتلقى 3 مدخلات غير متوافقة ( حديث باللغة الإنجليزية، حديث المترجم باللغة العربية، عرض تقديمي أو أوراق العرض مصممة باللغة العربية أو الإنجليزية).
وهذا الأمر لا ينطبق على الترجمة الفورية للقاءات التلفزيونية التي تقوم بها القنوات الإخبارية غالباً ، ذلك أن أمرها مختلف، فهي غالباً تصريحات وأحاديث عاجلة ومقتطفة، وهي تخلو من عروض تقديمية يفترض متابعتها، كما أن القناة تقوم بخفض صوت المتحدث الرئيسي بشكل كبير ليعلو عليه صوت المترجم، وبناء عليه يمكن للمشاهد أن يستوعب المراد بيسر.

ليس لدي حلّ لإيصال المفاهيم - فوراً - من المتحدث بلغة إلى المتحدثين بلغة أخرى، لكنني أظن أن بالإمكان إيجاد حلول أخرى، غير ما أعيشه الآن من تناقض.
وربما يكون من الحلول أن يقسم الحضور إلى مجموعتين، الناطق بلغة المتحدث يكون جالساً بشكل مباشر أمام المتحدث، أما الحضور الناطق باللغة الأخرى فيكون في قاعة زجاجية معزولة صوتياً بحيث يرون المتحدث ولا يسمعون صوته، ولا يصلهم إلا صوت الترجمة فحسب.
وأن تكون العروض موجودة باللغة العربية.
وأن يكون ظهور النصوص في العروض التقديمية وفقاً لما يقوله المتحدث، ولا يخرج النص مرّة واحدة.

أما الوضع الراهن، فبكل صراحة .. أشعر بأنني أستمع لشخصين يتحدثان سوياً في موضوعين مختلفين، ويطلب مني أن أفهم المراد منهما! .

لكن :
حين تكون في موضع للاستفادة، وثمة عوائق وعقبات تعترضك، وتقلل من استفادتك، فالمفترض أن تسعى لتقبل الأمر، وتحاول تقليل الخسائر، فالتذمر لن يصنع شيئاً.

تعوّد تقبّل ما لا يمكنك تغييره، وتخيل نفسك وقد طلب منك أن تعيد تقديم خلاصة مافهمته لآخرين لم يحضروا هذا اللقاء!

ستجد أنك نقلت تركيزك إلى جانب آخر، فبعد أن كنت تفكّر في ( ما هي العقبات؟)، أصبح تفكّر في (كيف يمكن لي أن آخذ ما يمكن أخذه؟)

دمتم بخير ،،،

0 التعليقات:

إرسال تعليق