12:36 ص

أسفار | أخبار بلاد السنغافور


فصلُ في ذكر أخبار بلاد السنغافور نسأل الله أن يصلح الأمور
*  الحجز والسفر:
انطلقنا بحمد الله تعالى مساء يوم الأحد متوجهين إلى مطار الملك خالد بغية السفر على الخطوط الجوية السعودية إلى سنغافورة مروراً بماليزيا..
وكان حجزنا لازال انتظاراً أنا والدكتور مالك الأحمد – قائد الرحلة - ..
وصلنا إلى أرض المطار .. وقد استشفع صاحبي ببعض الوسائط لكي يننظروا في أمر حجزنا الذي لم يتأكد برغم أنه مضى عليه مايقارب الثلاثة أسابيع وهو لازال في "الانتظار" !


اتصل بصاحبه .. فأوصى بنا أحد ضباط المطار الذي استقبلنا خير استقبال.. وأخذنا نحو الصالة المخصصة للدرجة الأولى حيث جلسنا في صالة فخمة مجهزة بالمشروبات والمطعومات..
انتظرنا وانتظرنا وانتظرنا .. وحان وقت إقلاع الطائرة دون نتيجة تذكر ..
وصل إلينا الشخص المعني معتذرا متمنياً أنه استطاع خدمتنا .. مفيدا بأن الرحلة لكونها قادمة من جدة فإن أمور الحجز ليست بيدهم .. وبخاصة أنها متوجهة إلى ماليزيا ثم أندونيسيا مما يعني أنها مملؤة فعلاً .. بل أفاد بأن ثلاثة ممن حجزهم مؤكد أصلاً لم يتمكنوا من الصعود للطائرة بسبب امتلاء المقاعد.
وكان محرجاً برغم أنه لاحيلة له وعذره مقبول فعلاً

خرجنا نجر حقائبنا قافلين إلى سيارتنا في المواقف بغية الذهاب إلى بيوتنا .. لكن فكرة خطرت على أذهاننا جعلتنا نتجه نحو مكتب"الطيار" في المطار لنبحث عن أي خيارات يمكن من خلالها إدراك معرض البث الفضائي في سنغافورة والتي تبدأ فعالياته يوم الثلاثاء القريب..
ووجدنا الشيء المتاح الوحيد وفق إفادة موظف "الطيار" هو : الرياض- الدوحة – كوالالمبور – سنغافورة ، على أن تكون الوجهة الأولى والثانية على الخطوط القطرية، والأخيرة على الخطوط الماليزية .
وافقنا على هذالخيار وتم الحجز على أن يتم قص التذاكر من مكتب الطيار في التخصصي غداً .
خرجنا ونحن أفضل حالاً .. إذ بات السفر في الغد مؤكداً .. استقلينا اليوكن متجهين نحو الجامعة لكي أضع الدكتور مالك في بيته .. ثم توجهت لداري.. ونمت هناك.

وقبيل الظهر اتصل بي الدكتور ليخبرني بأن موعدنا في الواحدة . حضرت في الواحدة للجامعة وانتقلت مع الدكتور إلى المطار، وصلنا إلى كاونتر الخطوط القطرية لنريه الحجز ونطلب أن نبتاع التذاكر من عنده بناء على توصية موظف الطيار..
تعجب الموظف وأفاد بأن الحجز لاغي لعدم إصدار تذكرة ! شعرت بأن مآل هذه الرحلة إلى الإلغاء .. فالأمور لاتسير وفق مانريد ..
أوصى الموظف الدكتور بالإسراع إلى مكتب الطيار في المطار وإصدار تذكرة .. فذلك هو الأمل الأخير وغير المؤكد.. قام الدكتور بذلك وأقبل علي وقد تأكد الحجز وأصدر التذكرة ..
شحنا حقائبنا وتوجهنا إلى الصالات ..ومن ثم صعدنا الطائرة متوجهين نحو الدوحة .

هبطنا مطار الدوحة .. وتجولنا في سوقها الحرة الموجودة داخل المطار .. ثم تنحينا إلى مقهى مجارو وطلبنا "كفي لاتيه" و "شاي أخضر" وشرب كل واحد منا مايروق له ..
ثم توجهنا للطائرة .. التي أقلعت متجهة نحو ماليزيا .
لم ننم في الطريق سوى غفوات يسيرة .. وعندما وصلنا إلى ماليزيا كان الوقت نهاراً .. تجولنا في أروقة المطار وجنباته .. لم يرق لنا شيء من تلك المعروضات .. ولم نكن ننوي الشراء ونحن لازلنا في طريق الذهاب..
وبعد ساعات جاء موعد السفر، فانتقلنا إلى بوابات السفر لنركب طائرة تابعة للخطوط الماليزية ..متوجهين إلى سنغافورة .. كنا مرهقين حقاً .. وقد ضحك الدكتور علي وهم بتصويري عندما فتحت فمي وبت أغط في نوم عميق – وفق روايته - .

لم تكن الرحلة تتجاوز الساعة والنصف .. لكنها كانت علي أطول من الرحلة التي كانت مدتها سبع ساعات ..
وصلنا إلى سنغافورة .. مررنا على الجوازات . ووجدنا لدى موظف الجوازات شخصا يرتدي زيا مدنيا وسأل الدكتور مالك عددا من الأسئلة التي يحاول إظهارها وكأنها مجرد سلافة ..

خشي الدكتور أن تتكرر المسألة معي – مع قلة بضاعتي من الإنجليزية – فأخبره بأن الواقف في المسار (أنا) معه في نفس الهدف من القدوم.
وصلت إلى موظف الجوازات .. وبدأ ذلك الثقيل في السؤال عن مبررات المجيء وطبيعة العمل .. ومدة البقاء .. والبلد الذي قدمت منه .. أجبته بما كنت أعرفه من كلمات.. وسارت الأمور دون مشكلات .. أعطيت جوازي وشكرني الموظف وتجاوزته لأجد الدكتور بانتظاري ..

وبعد تجاوز هذه الموظف فوجئت بوجود ثلاثة مجندين في أماكن متجاورة وقد لبس كل منهم بزته العسكرية وأمسك بسلاحه وكأنه في ثكنة عسكرية وهو في وضع التأهب..غير أنهم لم يكونوا في الطريق الذي نسير من خلاله وإنما بجواره .. وكأنما تم وضعهم للإرهاب والإخافة وإشعار القادمين بضرورة التزام النظام ..
أخذنا حقائبنا من المكان المخصص للعفش، وسرنا خارجين من المطار.. متوجهين نحو فندق " سنغافورة إنتر كونتننتال" .. ركبنا سيارة الكراون .. سارت بنا في وسط شوارع نظيفة منظمة.. ومساحات خضراء شاسعة وأشجار ظليلة وزهور متنوعة الألوان..
وصلنا إلى الفندق ودخلنا بوابة بدا عليها أنه قديمة الطراز .. لاتخلو من شيء من الكآبة .. فما هكذا تكون مداخل الفنادق .. لقد كان السقف منخفضاً وكانما أجبر المكان ليكون صالة استقبال ..

قمنا بإجراءات الدخول للفندق..وحمل الموظف حقائبنا .. وسار بنا نحو غرفتنا .. معطياً كل واحد منا (البطاقة الإلكترونية التي تمكن من استخدام المصعد والدخول للغرفة) لأن الحجز كان لغرفة واحدة ذات سريرين .. فذلك أدعى للألفة والأنس وتبادل الأحاديث ..
كانت الغرفة رائعة.. والأسرة والأثاث والنوافذ والحمام .. كلها أشبه بالجديدة .. متقنة التنسيق، جميلة الألوان .. يغلب عليها البياض ..

كان الفندق فخماً لولا موضع الاستقبال الموجود فيه ..
قررنا بعد أخذ قسط يسير من الراحة أن نتوجه إلى أقرب مكان مناسب لنتناول طعام الغداء .. فالجوع بدأ يداهمنا .. والوقت صار عصراً ..
مشينا في أحد الاتجاهات.. ننظر هنا وهناك.. ونتبع حاسة الشم كذلك.. ووجدنا مطعماً صغيراً ولكنه بدا مرتباً . لفت نظرنا إليه ملصق وضع على الباب يحتوي على كلمة "حلال" باللون الأخضر .. سعدنا بذلك وطلبنا القائمة واخترنا أرزبسمتي مع قطعة من الدجاج لكل منا .. قدم إلينا الحساء وكان طيباً يحمل نكهة البهارات الهندية .. شربت من الإناء المخصص لي حتى انتهى بينما لم يرق للدكتور فشرب نصفه وترك الباقي ..
ثم جاء الغداء فكان طيب الطعم .. تناولناه ثم خرجنا متوجهين لغرفتنا نبغي الراحة بعد التعب..


 حديقة الحيوان الليلية:
في الساعة الخامسة .. خرجت مصطحباً اللابتوب متوجها نحو ستار بوكس ذلك أننا كنا قد سألناهم عن توفر الإنترنت لديهم فأفادوا بأن لديهم شبكة (وايرلس).. جلست في مقاعد المقهى الخارجية .. فتحت الحاسب.. بحثت عن الشبكات المتاحة .. حاولت الدخول على كافة الشبكات المتاحة دون نتيجة ..
ظننت أن المشكلة من وجودي خارج المقهى .. دخلت المقهى وطلبت مشروباً وسألت عن الإنترنت فأفادوا بمجانيتها وأنها من خلال شبكة (سنتراتل) .. أخذت مقعداً مناسباً وأمضيت ساعة كاملة في محاولة الدخول والتي وجدتها معقدة جداً وتتطلب التسجيل من خلال بيانات كثيرة يجب تعبئتها بدقة .. بما فيها صندوق البريد الخاص بك في (سنغاورة) وهو مالم أعرفه .. وبعد تجارب وحيل متعددة تمكنت من الحصول على المعرف وكلمة المرور..
دخلت الشبكة فعلاً.. وبحثت عن سنغافورة في محرك البحث (جوجل) .. وجدت نتائج بحث كثيرة .. ومن ضمنها منتديات متخصصة في السياحة .. قرأت عما يحسن للسائح زيارته .. وعثرت على أحدهم وقد كتب عن حديقة الحيوان الليلية .. وأنها تبدأ من الساعة 6 مساء وحتى الساعة 12 وأنها عجيبة وشيقة وممتعة.
أقفلت الحاسب، وقفلت عائداً للفندق.. وجدت الدكتور نائماً .. أيقظته وأخبرته بأننا مقبلون على سياحة جديدة وهي حديقة الحيوان الليلية (NAITE SAFARI)..
ارتدينا ملابسنا ونزلت إلى الاستقبال لأسألهم عن موقع الحديقة وكيفية الوصول إليها، ثم توجهت نحو المصعد فإذا بالدكتور يخرج من باب المصعد .. أخبرته بطرق الوصول المقترحة وأريته الخارطة .. وأبدى اختيار أحد الطريقين ..فنزلنا إلى محطة القطارات وركبنا إلى الوجهة المقصودة، ثم خرجنا من المحطة وركبنا الباص 138 والذي سار بنا حتى حديقة الحيوان ..
نزلنا الحديقة في التاسعة مساءً .. واقتطعنا تذاكر الدخول، وركبنا في إحدى العربات.. حيث سارت بنا في أرجاء الحديقة .. وكنا نرى الحيوانات المفترسة وغير المفترسة قريبة منا .. كان الظلام الدامس يخيم على الحديقة، باستثناء إضاءات تشبه ضوء القمر على هذه البقعة أو تلك .. حيث يقبع ذلك الحيوان أو ذلك الطير.. وبعد منتصف الجولة.. أخبرنا المرشد السياحي بأنه بإمكاننا مواصلة الجولة عبر العربات أو السير في الحديقة عبر الأقدام ..
كان خيار التجول سيراً على الأقدام مفضلاً لدينا .. فنحن نحب المشي من جهة، ونود الاقتراب من الحيوانات بشكل أكبر.. سرنا في أنحاء الحديقة وفق المسارات المخصصة لذلك .. شاهدنا الأسد والنمر والفهد والغزلان والثيران ووحيد القرن والضبع وحيوانات كثيرة متعددة ..
ولما وصلنا إلى التمساح وكان قريباً منا.. حاولنا إزعاجه لحثه على الحركة فلم يعرنا اهتماماً.. لكن أبا أنس لم يصبر.. اقتطع عوداً وأخذ يضغط هنا وهناك .. وفجأة يبدو أنه لمس موضعاً أثار التمساح .. ففتح فمه وأصدر صوتاً عالياً أوقع في نفوسنا شيئاً من الخوف نتيجة المفاجأة ..
مررنا بالضبع وحاولنا إثارته.. رمينا عليه ماكان في جيوبنا من صغار العملة .. لكن يبدو أننا لم نكن نحسن الرمي فلم نصبه ولم يتحرك ..
أكملنا الجولة بالأقدام .. ثم عدنا إلى حيث نزلنا من العربات.. اصطففنا في طابور... حتى جاءت العربات مرة أخرى.. فركبناها وأكملنا الجولة .. استغرقت الزيارة من الفندق وإليه مايقارب الأربع ساعات حيث وصلنا إلى غرفتنا قريباً من الساعة 12.30 مساءً ..
 الإفطار اليومي :
منذ اليوم الأول .. اعتدنا على الاستيقاظ ثم النزول إلى الدور الأرضي حيث (الإفطار) المفتوح والمتنوع.. نطلب الكافيه ونأخذ من أنواع الخبز، ونطلب بيضاً مقلياً .. مع العسل وزبدة الفول السوداني .. إضافة إلى الفاكهة المقطعة الجاهزة .. حبحب، أناناس، باباي، شمام، وأنواع أخرى مقبولة .. وأخرى مستنكرة الطعم أو الرائحة أو الشكل.
ونحن بطبيعة الحال لانأخذ إلا ماكان من الأطعمة موثوق المصدر والمكونات.. ونتجاوز الكثير من الأطعمة المطبوخة .. لعدم علمنا بمحتوياتها أحياناً .. ولهيئتها المقززة أحياناً ..
لكن طعام الإفطار كان وجبة رئيسية مع التخفيضات التي أجريناها في عدد الوجبات اليومية.. حيث نكتفي بوجبة الإفطار هذه حتى الساعة السادسة تقريباً حيث نتناول الوجبة الأخرى (سواء أسميناها غداءً أو عشاءً)
ولم يكن يتخلل تلك الوجبتين غالباً شيء آخر .. باستثناء المشروبات والتي إما أن تكون شاياً بنوعيه الأحمر والأخضر أو (كوفي لاتيه) فإن لم يكن هذا ولا ذاك .. فالآيس كريم .

 وجبة الغداء :
من حسن الحظ أن الكثير من المطاعم العالمية ( وأغلبها أمريكية ) ملتزمة باللحم الحلال حيث تم وضع الملصق الرسمي الخاص بمسلمي سنغافورة والذي يتضمن كلمة (حلال) بخط واضح على أبواب تلك المطاعم بجوار شعار (فيزا ) و ( ماستر كارد) ..
فلهذا لم نكن نعاني من اختيار الوجبات.. فكنا نتغدى اليوم في ماكدونالد، وغداً في برجر كنج، ومرة ثالثة في كنتاكي وهكذا ..
وهي مطاعم فضلاً عن كونها حلالاً، فإنها تتميز بالنظافة والمستوى الموحد من حيث الطعم والرائحة والترتيب، كما أننا نعثر عليها حيثما حللنا في أنحاء تلك الجزيرة الساحرة.

* جزيرة سانتوسا :
بعد انتهاء فعاليات المؤتمر والمعرض .. بدأنا في البحث عما يمكن زيارته في سنغافورة .. وكان ذلك صباح السبت .. فاقترح الدكتور زيارة جزيرة سانتوسا لكونها من المواقع السياحية المتميزة هناك ..
كنا قد تعلمنا كيفية اختيار المحطات المناسبة وكيفية سلوك مترو القطارات، والباصات.. فاخترنا طريقنا مستهدين بالخرائط حيناً وبالناس والسائقين حيناً آخر ..

وصلنا إلى الطريق المؤدي للجزيرة، وركبنا على القطار السريع.. والذي أدخلنا إلى الجزيرة بعد أن سار بنا عبر مسار صغير من الخرسانة تم نصبه فوق البحر .. فكنا نسير والبحر من تحتنا .. حتى وصلنا إلى الجزيرة وكان الطريق قصيراً ..
نزلنا من القطار، وبدأنا المسير في تلك الجزيرة، مررنا على تمثال (السمكة الأسد) وتجاوزناه .. تجولنا في داخل الجزيرة.. كانت الخضرة والجمال والزهور هي المسيطرة على المنطقة كلها .. مع ممرات جميلة مرتبة ومنسقة، ونظافة تامة ..

وجدنا الصخور الكبيرة وقد تم تصميمها بهيئات جذابة ..هذه على هيئة تنين، وتلك على هيئة جمجمة .. وتلك على صورة أحافير .. وكانت الشلالات تصب من هنا وهناك .. محدثة صوتاً رائعاً يزيد من حسنه زقزقة العصافير وأصوات الطيور ..
لكن مشكلتنا كانت في التوقيت.. فيوم السبت يوم إجازة رسمي، ولذا فقد وجدنا الجزيرة مكتظة بالزائرين .. وللأطفال نصيب وافر، والعوائل قد وفدت بكثرة، ولاتجد موقعاً يمكن زيارته إلا وتجد طوابير الزوار قد اصطفت بانتظار دورها في الدفع وقص التذاكر، ثم في طابور أخرى بانتظار الدخول..

وكان هذا الازدحام سببا في أن ضربنا صفحاً عن صعود البرج الكبير الموجود في قلب الجزيرة والذي يتميز بإطلالة عالية وساحرة على الجزيرة..كما أننا تركنا ركوب كراسي التلفريك التي تهبط من أعلى الجزيرة وحتى شواطئها خوفاً من تبعات الشواطئ وعريها.
لم نترك ممراً أو مساراً إلا ومشينا من خلاله .. ثم ركبنا أحد الباصات لانلوي على شيء.. ونزلنا منه بعد أن تجول بنا في بعض طرق الجزيرة .. ثم ركبنا باصاً سياحياً آخر مكون من دورين اثنين، فاعتلينا الدور الثاني لأنه لم يكن به سقف، إذ كنا  نريد الإطلالة العلوية والهواء العليل ونشتاق لذلك ..
لم ننزل من هذا الباص إلا حين عاد لموقعه الأول بعد جولة جميلة ..
وكان الجو طوال الوقت متسماً بشيء من الرطوبة والدفء النسبي .. وهو ماجعلنا نتعرق كثيراً .. فنسعد بنسمات الهواء التي تلطف الجو جداً بعد ذلك.
لم نتجول في كامل الجزيرة بطبيعة الحال، لأن جزءً كبيراً منها ( يقارب النصف) هو مساحات مخصصة لرياضة الجولف، وجزء آخر ذو صلة بإدارة الجزيرة، لكن الجزء السياحي منها مررنا على أغلبه.
لم نقترب من الشاطئ وإن كان يبدو جميلاً ورائعاً .. لأننا نعرف أن العري سيكون ظاهراً مما سيجعل مجيئناً ليس ذا معنى ..
وبعد ذلك .. قررنا اختتام هذه الجولة الماتعة.. اقتطعنا التذاكر لركوب التلفريك الذي ينقل من الجزيرة إلى خارجها، ..لأن كل شيء هنا يتم من خلال الدفع، وركبنا التلفريك .. سار بنا على ارتفاع شاهق، ومر من فوق البحر والبواخر والسفن الراسية في الميناء .. ثم توقف في مبنى مرتفع، يقع قريباً من المكان الذي دخلنا من خلاله إلى الجزيرة، لم نشأ النزول هنا ورغبنا في مواصلة الاستكشاف ..فكان لنا ما أردنا .. استمر بنا التلفريك في مسار طويل آخر إلى قمة جبل مجاور ..

نزلنا في ذلك الجبل المغطى كلياً بالأشجار المعمرة الضخمة .. وبدأنا في جولة يسيرة أتبعناها بالهبوط من خلال الممرات المخصصة لذلك .. مشياً حيناً .. وسعياً حيناً آخر حتى وصلنا إلى الأرض من حيث بدأت رحلتنا أول مرة .
عندها استقلينا الباص وقفلنا عائدين أدراجنا .. وتوجهنا للفندق .. وأدينا الصلاة..

كانت تلك بعض الصور التي أردت أن أرسمها حول رحلة سنغافورة .. وكان جديراً بي أن أكتب المزيد من الصور والأحداث والذكريات لكنني فرطت في ذلك في حينه، ثم نسيت الكثير من التفاصيل حين مرت على ذلك مدة من الزمن ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق