10:47 م

لا عذر لك حين تفشل!

ليس للعوامل الخارجية تأثير حقيقي في بروز الناجحين وتميزهم، وتحقيقهم للنجاحات المختلفة في حياتهم!

فالواقع يشهد بأن عدداً غير قليل من المتميزين والناجحين في عصرنا هذا وفي العصور السابقة عاشوا في ظروف صعبة، واعترضتهم عوائق كبرى، ومع ذلك حققوا نجاحات ملهمة ومبهرة، بينما فشل وأخفق جملة ممن ظروفهم المحيطة أفضل، ومؤهلات النجاح لديهم عالية ..وقد كانوا أولى بالنجاح، غير أنهم لم ينالوه!
والنظر في سير الناجحين من أهل الإعاقة، السمعية أو البصرية أو الحركية أو النفسية، وفي سير الكثير من الفقراء الذين تجاوزوا كل القيود التي تمنعهم وقفزوا من حالة الفقر المحبطة إلى حالة النجاح المحفّزة، سواء في الجانب المالي أو السياسي أو الإداري أو العلمي يؤكد لنا هذا الأمر بجلاء.

ويزيد قناعتنا بأن الظروف المحيطة قد تكون معينة على النجاح لكنها ليست السبب الرئيس لتحصيله.

إن الأمر - يا سادة - مرتبط بمستوى العزيمة والجدية لدى المرء، إضافة إلى قدرته على "إدارة الذات" بشكل فعال، وعدم الاستسلام لرغبات النفس وميلها المستمر للراحة والدعة.

والنفس كالطفل إن تتركه شبّ على *
 حُبّ الرضاعِ وإن تفطمه ينفطمِ

فلم يكن نيل المعالي - دوماً - إلا عبر طريق شاق طويل متعب، لكن النتائج تستحق ذلك الجهد، وفي هذا يقول الشاعر:

لولا المشقّة ساد الناس كلهمُ *
الجود يفقر والإقدام قتّالُ

إذ لا ينقص الناس المزيد من "المعرفة" عن النجاح، وأساليبه وأدواته وكيفية الوصول إليه،  لكن الذي  ينقصهم في الحقيقة هو التحول إلى "العمل".
 وليس العمل هنا مجّرد "هبّة" مؤقتة، و حماسة مفاجئة، سرعان ما تتوقف، بل هو العمل المستمر، الدائم، ولعل إلقاء نظرة على ما أخبر به صلى الله عليه وسلم بقوله «أن أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه» يوضح لنا هذا الأمر.
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملًا أثبته. وحين سُئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله صلى الله عليه وسلم؛ قالت: "كان عمله ديمة".

إننا اليوم أحوج ما نكون للانطلاق نحو العمل، والتحول من التنظير إلى التطبيق.
فهيا بنا، دام توفيقكم

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا اخى محمد وبحق ان مقالات سراج نستضئ به
    فعلا كما قال الشاعر :
    ومانيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
    ومااستعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

    ردحذف