4:27 م

الثقة بالنفس ضرورة


من الأمور التي تضر بالمرء وتدفعه إلى التقاعس وترك العمل عدم ثقته بنفسه، ولاشيء يهدم ثقة الإنسان بنفسه أكبر من جهله بها وبقدراتها وخصائصها، وأسوأ من ذلك احتقارها والنظر الدوني لها والشعور بعجزها وفشلها وقلة حيلتها.. 

وإن من أعظم عوامل النجاح : الثقة بالنفس، ذلك أن المرء إذا وثق بنفسه ثم قرر أن ينجز أمراً ، وصمم على ذلك وسعى نحوه بشكل جاد فإن التوفيق – بعد تيسير الله – حاصل والوصول للهدف متحقق.

وإن فقدان الثقة بالنفس من أكبر العوامل التي تدعو المرء للتثاقل عن المبادرات والخوف من البدايات، ولزوم السكون، بل والشعور بأن النتيجة المحسومة للعمل هي "الفشل" قبل أن تبدأ المحاولة بل قبل أن يبدأ التفكير في تفاصيل العمل وكيفية تنفيذه .

إن هذا الشعور السلبي تجاه النفس عامل هدم كبير، وبلية من أكبر البلايا النفسية التي تصيب المرء في مقتل، وتجعله في صفوف المتفرجين على الأحداث، والمتابعين للحياة، دون أن يكون له دور إيجابي في صنع الحياة والنجاح، وإدارة دفة الأمور لصالح نفسه ومجتمعه .

وعلى العكس من ذلك فإن النظرة الواثقة بالنفس تثمر نتائج إيجابية رائعة، وتدفع المرء للعمل والنجاح بشكل فريد، كما تشجع هذه النظرة، وتلك الثقة على المبادرة وتحمل المسئولية والانطلاق نحو تحقيق النجاحات المتتالية.

ومن مسببات فقد الثقة بالنفس أننا نجهل – على وجه التفصيل – قدراتنا ومميزاتنا، لذا كان سبر غبر النفس والاستبصار بها من العوامل المهمة في تقوية الثقة بالنفس.

كما أننا يجب أن نعلم أن مايكونه الآخرين عنا من صورة في أذهانهم (سلبية أو إيجابية) لايعني إطلاقا صحة تلك النظرة، فهم لايعلمون عن أنفسنا سوى القليل، وأحكامهم مشوبة بالجهل والمشاعر الشخصية والظروف التي يعيشونها، بذا فهي قاصرة بشكل كبير، ولايصح أن نأخذ أحكامهم على وجه القبول، بل يجب أن نعيد بناء صورتنا الذهنية لدى الآخرين والأهم من ذلك أن نبني النظرة الصحيحة عن ذواتنا بأنفسنا .

يجب أن ننظر إلى أنفسنا نظرة الرضى والأمل والثقة والتفاؤل بالنجاح، مع الحرص على تطوير ذواتنا وتنمية قدراتنا، والرقي بها، والتخلص من العيوب التي تتضح لنا خلال استبصارنا بذواتنا، أو التي نسمعها من الآخرين، ثم نخضعها للفحص والتأمل ، فإلى المزيد من الثقة والمزيد من النجاح .

0 التعليقات:

إرسال تعليق