1:25 م

مبادرة | مكتبة الحي للأطفال

من الأخطاء الكبيرة المشاهدة اليوم : أن تكون خيارات الطفل لقضاء الوقت محصورة في العبث بالأجهزة الذكية، ومشاهدة التلفاز، والمطاعم أو زيارة مدن الألعاب الترفيهية!
لأننا بذلك نغفل عن بناء الكثير من الجوانب المهمة للطفل، ولعل من أهمها بناء العقل والوعي وملكة التعلم لديه، وبناء المهارات المختلفة.
إننا اليوم بحاجة – ماسة – وخصوصاً مع أوقات العطل والإجازات -غير القصيرة – ومع نهاية الأسبوع، نحن بحاجة إلى مرافق أخرى يمكن للطفل زيارتها وإمضاء الوقت فيها بما يعود عليه بالنفع، وبتكلفة رمزية، وبما لا يتطلب من العائلة بذل الجهد والوقت لتحقيق ذلك.

ويتمثل هذا في وجود (مكتبات للأطفال داخل الأحياء)، يمكن لأهل الحي الوصول إليها دون قطع مسافات طويلة. 

ويفترض أن تحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من القصص والكتب المناسبة للأطفال دون المرحلة المتوسطة، ويمكن أن يوضع بجوارها موضع للجلوس والاستفادة من الوقت للأباء، وآخر للأمهات الذين يرغبون في البقاء بجوار أطفالهم، مع أهمية تزويد مكان الجلوس هذا بمجموعة من الكتب المناسبة  للآباء والأمهات والتي تحتوي على ما يناسبهم، وما يتناول الثقافة العامة، وإدارة المنزل وتطوير الذات، بالإضافة إلى بعض الكتب الشرعية الأساسية.

إننا بهذا سندفع بأطفال الحي إلى عالم القراءة الواسع، حيث يصعب على كل أسرة أن تجد المكان والوقت والمال الكافي لإنشاء مكتباتهم الخاصة، فتكون مكتبة الحي مكاناً يجمع الأطفال على الثقافة .

إن فكرة كهذه يجب أن لا تسلك مسلك التكلّف في الإنشاء ولا تضخيم المصاريف، لأن ذلك مدعاة للتوقف والانحسار، فنحن بحاجة إلى أن تكون هذه المكتبة بسيطة من جميع الجوانب، واقتصادية، وذاتية التشغيل، حيث يكون لكل مكتبة أمينة أو اثنتان من أهل الحي، تقومان برعايتها والاهتمام بها وتوزيع العمل بينهن بحيث لا تغلق المكتبة في أوقات عملها، وتقوم الأمينات كذلك بالسعي لتزويدها بالكتب من خلال ما يتبرع به الأهالي من كتبهم، ومن خلال ما تتبرع به مكتبات الحي التجارية من كتب أو أوراق أو مراسم ونحوها.

إننا بحاجة إلى مبادرة أولى، وإطلاق الشرارة، حيث يمكن أن تكون المكتبة بجوار حديقة الحي، أو في أحد المرافق المجاورة للجامع، وثمة فكرة أخرى أيسر وأسرع، وهو أن تكون مكتبة المدرسة الابتدائية في الحي هي ذاتها مكتبة الطفل، مع فتحها من بعد صلاة العصر حتى التاسعة أو العاشرة مساء، وفتحها يومي الجمعة والسبت صباحاً ومساءً، والعناية بجعلها بيئة جاذبة، وتيسير عملية الاستفادة منها بعيداً عن الإدارة البيروقراطية.

ما أحوجنا اليوم إلى من يعلّق الجرس، ويبادر، وإنني على ثقة تامة بأن الفكرة سوف تتطور، وتتجدد، وتتوسع.. وسوف يكون لها الأثر الكبير.

فمن لها؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق