12:50 م

حتى لا نقع في الفخّ!

ننتظر من يعلمنا كيف نستغل الشهر الكريم!
ومن يعلمنا كيف نجعل منه محطّة تربوية، وإيمانية لنا ولأهل بيوتنا!
ومن يدلنا على كيفية الاستفادة من أيامه ولياليه!
ننتظر أن تصل إلينا محاضرة هنا، أو مقطع هناك!
نترقب رسالة على الواتساب أو تويتر تذكّر أو تدلّ.
وحين تصل إلينا أمثال تلك الرسائل، فربما قرأناها أو شاهدناها، وأعجبنا بها، وانتهى الأمر!
وقد تدركنا الحماسة فنعيد إرسالها إلى عدد من الأشخاص، والمجموعات، باعتبار ذلك مساهمة منا في تعظيم الأجر، وحث البقية على الاستفادة منها.
فأين المشكلة إذاً؟
إلى هذه اللحظة ليس هناك مشكلة كبرى!
إذ المشكلة هي الاكتفاء بالإرسال والرتويت والإعجاب، والاكتفاء بالتلقي دون العطاء، والتنفيذ لأي رسالة تصل دون التفكير والتخطيط؛ لنكتشف في أحيان كثيرة أن الخطة ليست مفصّلة على أسرتنا الخاصة، فتفشل.

إننا – شرعاً – مطالبون بأن نبادر نحن وأن لا نكون في وضع “الانتظار”..
أن نقوم بالفعل لا بردة الفعل..
أن نصنع التجربة الصحيحة لا أن نكتفي بالتقليد..
أن نحرص على أن نقي أنفسنا وأهلينا من النار، وأن نستفيد من هذا الموسم العظيم في إحداث نقلة نوعية في أنفسنا وأهلينا ومن لنا بهم صلة، ليتحول رمضان من شهر اعتيادي، إلى شهر نوعي تغييري شامل، فتتوقف فيه جملة من المضيعات، ونعتاد فيه على جملة من السلوكيات والأعمال الطيبة، أن نخطط لهذا داخل أسرتنا الصغيرة.

إن الفخّ هنا ، هو فخ الانتظار .. وعدم المبادرة
وفخ الإرسال للكل، دون القيام بخطوة عملية داخل بيتك.

وإنني في هذا السياق أدعو لأن يتبنى كل ربّ أسرة أو ربة منزل، الدعوة إلى اجتماع عاجل، عنوانه “ماذا سنحقق في رمضان؟ “، يدلي كل واحد من أفراد الأسرة بدلوه، ويتم نقاش الأعمال والمبادرات والمقترحات التي يمكن أن تتم فردياً، والأخرى التي تتم جماعياً، وربما تعاقدنا وتعاهدنا على الوفاء بها، والتناصح بشأنها، وربما توزّعنا الأدوار فيما بيننا، فهذا الابن مسؤول عن أمر، وتلك البنت مسؤولة عن أمر آخر؛ طمعاً في إشراك الجميع في التخطيط والمتابعة.

حينئذ سنشعر جميعاً أننا شركاء في مشروع الاستفادة، وأنه ليس مجرد توصيات وأوامر وتوجيهات من الأب أو الأم فحسب.

أيها المبارك / أيتها المباركة.

بادروا بأنفسكم إلى خوض تجربة الاجتماع العائلي، أو أي فكرة مشابهة، وأشركوا الجميع معكم، وأنا على يقين أنكم ستحمدون العاقبة بإذن الله.

ولعلي أن أبادر أنا بالشيء ذاته، فأدعو أهل بيتي لاجتماع طارئ لوضع النقاط على الحروف، وأوافيكم – لاحقاً – بنتائج هذا الاجتماع الموعود، وثماره اليانعة.

دمتم بخير

محمد بن سعد العوشن

إعلامي مهتم بالعمل الخيري

0 التعليقات:

إرسال تعليق