9:43 ص

أقدم حين يجعلك الخوف متردداً


يعترينا الخوف دوماً من كل جديد، فالمنصب الجديد، والعمل الجديد، والمجال الجديد، والتخصص الدراسي الجديد، كلها أمور يشعر المرء تجاهها بشيء من الخوف والرهبة، ويجدُ نفسه متردداً في الإقدام.
ولكي تتقبل هذا التغيير برحابة صدر تذكّر جيداً أنك حين تشتري حذاء جديداً ستشعر في أول الأيام بشيء من الضيق وعدم الملائمة، لكن ما إن تمر هذه الأيام الأولى إلا ويبدأ الحذاء والقدم في التوافق مع بعضهما، وتجد راحة بعد شيء من التعب، ويصبح كأنما صنع مخصصاً لقدمك أنت، فكذلك الأمر في المهمة الجديدة بالنسبة لك.
ويعتبر هذا التخوّف شعوراً طبيعياً يمر على الإنسان في أحوال مختلفة، غير أن الناجحين يتعاملون مع "شعور الخوف" ويضعونه في مكانه المناسب، فالخوف والتوتر – إذا أحسن توظيفهما –  عوامل نجاح لا فشل.

فحين يشرع المرء في ذلك العمل الجديد مصطحباً شعور الخوف والرهبة، فإنه يندفع لبذل المزيد من الجهد والاهتمام، وأخذ الأمر بشكل أكثر جدية، والحرص على تحقيق النجاح، خلافاً للأمور التي يأخذها الإنسان بنوع من اللامبالاة، والتساهل والتراخي.
غير أن الخوف – إذا زاد عن حده وتجاوز منسوبه الطبيعي– يصبح عائقاً دون البدء في الكثير من الأعمال والمشاريع الجديدة، ويصبح بوابة للفشل، بدلاً من أن يكون دافعاً للنجاح.

 "كل شخص منا يجب عليه مجابهة خوفه, فطريقة تعاملنا مع خوفنا ستحدد لنا مسار حياتنا إلى الأبد. فإما تجربة المغامرة أو أن خوفنا سيكون هو آخر حدودنا"
جودي بلوم
 وهذا كلّه في الحديث عن (الخوف من الجديد) و(الخوف من الفشل)، غير أن ثمة لون آخر من ألوان الخوف يضرّ الجادين، إنه  "الخوف من النجاح"!
وقد تتعجب من وجود شعور بالخوف من النجاح، لكنه موجود فعلاً، فترى المبتلى به يحسب حسابات كثيرة للمستقبل الذي ينتظره بعد النجاح، والتبعات المترتبة عليه، فيشعر أنه ليس أهلاً لها، فتجده خائفاً من الفشل وخائفاً من النجاح في آن واحد، ولذا تراه محجماً عن المزيد من الخطوات الموصلة للهدف، لكي لا يبرز ويظهر ويُعرف لدى الآخرين، وهو شعور يجب تجاهله بالكلية وعدم الالتفات إليه، والسعي الجاد الطموح للوصول إلى أعلى درجات النجاح، وتحمل ضريبته المتوقعة، وعدم المبالغة في توقع التبعات المترتبة على النجاح.
"مفتاح التغير هو أن تترك خوفك"
روزانه كاش
دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

* هذه التدوينة جزء من كتاب "مدير لأول مرّة" الذي سيتم نشره قريباً بإذن الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق