3:38 م

تكليف بوظيفة (مدير) لأول مرّة


لم يكن تكليفي بالعمل في مجال الإدارة مفاجأة لي، والمسألة هنا ليست غروراً أو محاولة لإظهار التميّز، لكنني كنت أرى ثمة مؤشرات تدل على أنني سأحصل على هذا المنصب الإداري اليوم أو غداً، في هذه الدائرة أوتلك .
لكنني – مثل كثيرين – لم أكن أتوقع أن تسير الأمور بهذا الشكل، ولا أن أواجه جملة من المصاعب والمتاعب التي باتت تأكل معي وتشرب.
ولم تكن التجربة الأولى في تولي العمل الإداري تجربةً يسيرةً، كما لم يكن الطريق إليها محفوفاً بالورود دوماً، إذ كان لابد دون الوصول للشهد من التعرض لعدد من وخزات إبَرِ النّحل.

هذا أنا، وإنني أدرك أنك أنت ربّما تنقّلت في حياتك العملية من مكان إلى آخر، وربما توليت المسئولية عن إدارة شخص أو عدد من الأشخاص، أو كُلّفت بإدارة منظمة أو قطاع بأكمله متى كانت لديك الرغبة أو المؤهلات أو هما معاً.

وما من شك أن تولي منصب "المدير" لأول مرة يعني الإقدام على خوض تجربة جديدة، والمرور بشكل حذر بين حقول الألغام في أحيان كثيرة، حيث تقع بوصفك مديراً جديداً بين تطلعات المسئولين الذين وافقوا على تعيينك، و متطلبات العاملين الذين ينتظرون منك أموراً متعددة تحقق مصالحهم، إضافة إلى الطبيعة الفنية للعمل ومشكلاته وتحدياته.

وهي – أعني الإدارة لأول مرة - قد تكون تجربة عسيرة في بداياتها، لكنها مبهجة حين يجتاز المرء المهمة بنجاح، مستصحباً الأدوات اللازمة للنجاح.

إن من المهم أن تدرك جيداً بأنه حيثما تكون مخاوفك.. تقع أعظم فرص نجاحك.
فالكسالى الذين يؤثرون الراحة والدعة، ويفضلون الأمور المعتادة على الأمور الجديدة، سيجتنبون أي تغيير في حياتهم يمكن له الحدوث، طمعاً في الراحة الجسدية حيناً، وخوفاً من الفشل حيناً آخر.

ومن المؤكد أن (الموانئ) هي أكثر الأماكن أماناً بالنسبة للسفن، فلا صخور، ولا شعب مرجانية، ولا أمواج عاتية، ولا قراصنة، لكنَّ السفن لم تصنع لتمكث في الميناء الآمن، بل لتجتاز المصاعب، وتعبر عباب البحر بكل تحدياته وأمواجه ومخاطره، وهذه ميزتها الرئيسية التي جعلتها مهمة في حياة الناس، وإلا فحين تكون واقفة في الميناء، فإن اليابسة أكثر أماناً وسعةً واستقراراً منها.
 والأمر ذاته ينطبق عليك أنت!

إذاً لابد لك من الإقدام وخوض التجارب، وتقبل المهام بعزم وحزم، وتخطي منطقة الأمان والراحة، فهذا السلوك يصنع منك شيئاً مختلفاً، ويصقل شخصيتك، و يجوّد خبرتك.

إنني أحفّزك وأدعوك لتقبل المهمة الجديدة، والإقبال عليها بتفاؤل واستعداد، كما أنني أذكر لك جملة من النقاط المهمة التي يجب أن تقال لك بوصفك مديراً جديداً.
أمورٌ يجدر بك مراعاتها، وأخذها في حسبانك، لكي تحقق النجاح في مسيرتك الجديدة، وتكون هذه المهمة التي توليتها نقلة حقيقية لك في مجال الخبرة والإنجاز.

وقد أجملتها في جملة من المداخل المهمّة التي يمكنك قراءتها متسلسلة كما هي، فقد حرصت فيها على الإيجاز، كما أن بإمكانك أن تقرأ المداخل التي ترى أن حاجتك إليها أكثر.
وتذكّر دوماً أن الوقاية خير من العلاج، وأن الاطلاع المسبق على هذه التوصيات من شأنه أن يجنبك الوقوع في مأزق يؤثر على مسيرتك الجديدة، راجياً أن تكون الآن مستعداً ومتحفزاً في الوقت ذاته.
فهيا بنا ..

* هذه التدوينة هي مقدمة لكتاب "مدير لأول مرّة" الذي سيتم نشره قريباً بإذن الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق