10:03 ص

زوجان أصمّان في المطار! | حامد

 بالأمس في المطار بكيت ..
لا أدري أهو فيض دموع مختزَنة أم الموقف كان يستحق؟
كنت في المطار وفي صالة الانتظار، ومعي كتاب أقرؤه، وإذا بي أرى أحدهم يقترب مني.
تقدم الرجل ووجهه يتورد خجلاً وحياء، عرفتُ أنه سيطلب شيئاً.
قال لي: لا هنت، ممكن خدمة ومعروف؟ 
قلت له " آمرني.
قال لي -وأشار لشاب وفتاة يجلسان بجانب بعضهما-:

هذا أخي وزوجته، وهما أصمّان أبكمان.
سيسافران لقضاء شهر العسل!

أرجوك فقط أن تنتبه لهما أثناء النزول في المطار والتفتيش والجوازات، وهناك سائق سيستقبلهما!

- أبشر، الأمر يسير، لا تشيل همّ.

لا أدري لم أختارني أنا؟ لعله رآني أقرأ كتابا فقال: هذا شخص جيد🤦🏻

ذهب الرجل، وجلست أتأمل العريسين.

يالله!

كان السرور والجذل والحماس ظاهرا عليهما، خصوصا العريس.

يُخرج بطاقة صعود الطائرة مرارا كأنه يتأكد أنه في المكان الصحيح.

يُريها الجواز ، يضحكان، ويشيران بلغتهما إشارات لا أفهمها لكني أتفهّمها.

وجلست أفكر …

كيف سيعيش رجل أصم وامرأة صماء معا؟

كيف سيعبر لها عن حبه؟ عن همومه؟ عن مشاكله؟

أذكر أني التقيت خبيرا عالميا في لغة الإشارة وسألته فأخبرني أن لغة الإشارة لا تكاد تُوصل إلا 30٪ على الأكثر،من المعاني والكلام.

كان منظر طائري الحب في صالة المطار يثير فيّ مشاعر غريبة، وتأملات واسعة، ودموعا لم أعهدها.

كانا مفعمين بالحياة، سعيدين. 

لكني لاحظت في الزوج قلقا ما، كأنه يخاف ألا تسير الأمور بخير، يخشى أن تعرف امرأته أنه لا يجيد تدبير الأمور.

فُتحت البوابة، فسبق الناسَ للركوب ولم ينتظرني، وكذلك عند النزول في المطار، رأيته يسبقني محاولا الاكتفاء بنفسه، يا له من شجاع.

عندما وصلنا، وخرجنا من المطار، لم نجد السائق!

رأيت العريس أُسقط في يده، وخارت قواه، فهو لا يستطيع الاتصال والكلام، والبلد أجنبي غريب.

انتظرنا السائق (البئيس)، فلم يأت، بدأ صاحبنا يتصبب عرقاً، أخذت رقم الشركة المنسقة، واتصلت بهم، فلم يردوا، فكّرت أن أتصل بأخيه في السعودية لكن لم أحب أن أشعرهم بوجود مشكلة خاصة أن الوقت متأخر.

بعد مدة اتصل السائق، أسمعتُه ما فتح الله به علي من الشتائم بالانجليزية، -استغللتُ أن طائري الحب لا يسمعان😌- 

وأخبرته أن يحضر الآن، تبين أنه كان نائما في مواقف المطار !

كانت بهجتهما بحضور السائق لا توصف.

أراني العريس جواله وقد كتب

في ملحوظات الجوال بإملائه:

"شكر لك ، ما قصرة، اللاه يجزك خير"

افترقنا ، وبقوا في القلب.



بقلم المغرّد : حامد   (@hss_443 ) 



سؤال : هل استشعرت عظيم نعمة الله عليك بالسمع، والكلام؟ وهل حمدت الله على ذلك بكرة وعشياً؟ وهل سعيت في كل يوم لسماع مايرضي الله، والحديث بما يرضيه؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق