لغة القالب

هل نحتاج لمزيد من الحوكمة في القطاع غير الربحي؟


يعتقد البعض بأن كون العمل خيريا أو غير ربحي،  يعني أنه لا يستحق التدقيق والمتابعة والتشديد في ذلك.
والحقيقة ان كون العمل "خيريا" لا يعطيه العصمة من المحاسبة والمساءلة، بل يزيد من حجم المسؤولية، خصوصا حينما يعتمد العمل على أموال المتبرعين وثقتهم، فهنا، تزداد المسؤولية وتكبر المهمة.

ولذا يجب أن يتم العمل وفقا لأعلى درجات الإفصاح والشفافية، و أن نُنشئ الأدوات الفعالة التي تمنع:

- القرارات غير الرشيدة في الإنفاق

- إساءة استخدام الأموال

- تعارض المصالح لدى من يعملون داخل هذه الكيانات

 ولا يمكن اعتبار "وضع الضوابط، والمتابعة، والتشديد عليها، وزرع مفاهيم النزاهة والشفافية، والإفصاح" ترفًا إداريًا، بل هي ضرورة لحماية القطاع، فالحماية الحقيقية للقطاع لا تأتي من إنكار وجود الأخطاء أو محاولة منع الناس من الحديث عنها، بل من خلال :

- الاعتراف باحتمالية حدوث الأخطاء

- وضع ممارسات وقائية تحاصرها وتقلصها

- معالجة الثغرات قبل أن تُستغل

وثمة فرق كبير بين أن نبادر نحن من داخل القطاع في وضع الراحة والاطمئنان والسعة للوقاية، ووضع التدابير المناسبة، وبين أن ننتظر حتى تقع مشكلة أو فضيحة – لا قدر الله – فتُتناول وسائل الإعلام وشبكات التواصل، ويتحدث عنها المغرضون، فحينها، لا يبقى لنا إلا الدفاع ومحاولة تلميع الصورة، وهي محاولة تفشل غالبًا.

يجب ان يكون ذلك الاهتمام والحرص نابعا من داخل القطاع لا من خارجه، وان يكون محل اهتمام الجميع، وان يكون الحزم سيد الموقف، مع زرع الثقة وعدم التخوين، وليكن الإصلاح كما يقال : "بيدي لا بيد عمرو".

إن الحوكمة والشفافية هما خط الدفاع الأول عن أي كيان غير ربحي يريد أن يحفظ الأمانة ويصون الثقة، وان يبقى نقيا ملهما كما ينبغي له ان يكون.

وإن دورنا مع توسع القطاع، وكثرة منظماته، وانخراط الأعداد الكثيرة من الناس فيه، أن ننتبه لهذا الأمر، ونتداعى لتعزيزه، فالمجتمع لا بفرق بين الجهات حينما تقع المشكلة  وسيكون الجميع تحت طائلة الاتهام.

هذا ومن الجدير بالذكر الإشادة بالمستويات العالية من الحوكمة والشفافية التي أظهرتها المعايير التي وضعها المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والتي يتابع تنفيذها وينشر نتائجها.

 ولا شك أنها لم تكن لتتم لولا الجهود الكبيرة التي يقوم بها العاملون في القطاع وقياداته، وحجم الأمانة التي يستشعرونها وهم يعملون في هذا القطاع الحيوي.

لكن ذلك - من وجهة نظري- يجب ان لا يجعلنا نركن إلى الدعة، ونتوقف عند هذا المستوى، بل نسعى إلى التحسين المستمر، والابتكار في أدوات الضبط، ونطور المقاييس.

 ذلك أن المزيد من التجويد والتدقيق والشفافية من شأنها أن ترفع من أسهم القطاع، وتعزز من موثوقيته، وتفتح له أبواباً واسعة لإحداث التغيير الإيجابي في حياة الناس، ورفع مستوى جودة حياتهم.

اسال الله ان يحفظ قطاعنا المبارك الفاعل من كل سوء، وان يجعلنا من المساهمين في حمايته والذود عنه.

وأن نرى القطاع في كل عام أكثر انتشاراً ، وقبولاً، ومصداقية، وأثراً.

دمتم بخير ،،،


محمد بن سعد ال عوشن
3  صفر الخير 1447هـ
الرياض - حرسها الله -



كلمات مفتاحية :

#ق3 #القطاع_الثالث #القطاع_الرابح #القطاع_غير_الربحي #العمل_الخيري #الحوكمة #الشفافية #الإفصاح #نزاهة #المركز_الوطني_لتنمية_القطاع_غير_الربحي


10:56 ص

عدد المواضيع