أقولها بصراحة :لا ملتقى .. لا مؤتمر !

في كل عام، وفي كل مدينة، وفي كل جهة، تنطلق جملة كبيرة من الملتقيات والمؤتمرات التي تبدأ ولا تنتهي، فمن مؤتمر إلى آخر، ومن ملتقى إلى الذي يليه، فهذا الملتقى الأول، وذاك المؤتمر الأكبر، وهذا الملتقى الأوسع، وهذا المؤتمر المتخصص.. في سلسلة لا تكاد تنتهي، وفي شتى المجالات..
وحين ينتهي الملتقى والمؤتمر، فإن جهود الجهة والقائمين عليها تتوجه مباشرة إلى التفكير في الملتقى التالي، ولهذا يقترن اسم المؤتمر والملتقى بالرقم، وتتحول إقامة المؤتمر من مبادرة ذات هدف واضح جليّ – أحياناً- في بداية الأمر إلى واجب يجب القيام به سواء كان هناك شيء جديد يوجب إقامته أم لا، وتتحول مهمة اللجان العلمية للبحث بكل الطرق عن أي ورقة عمل يمكن أن تملأ بها أوقات المؤتمر.
ووجدت أن كثيراً من الجهات ترى أن من المعيب أن يتوقف اللقاء بعد سنوات من انطلاقه، مع أنني أرى أن شجاعة “الإيقاف” و”الإغلاق” لا تقل أهمية عن شجاعة “البدء” و” الإطلاق”

وتلك اللقاءات والمؤتمرات التي أتحدث عنها هنا وإن تقاربت في ضعف مخرجاتها وقلة فوائدها، إلا أنها متباعدة في الجهات التي تقوم بها، ومصادر تمويلها، وطبيعة الحاضرين إليها، ومع ذلك فكثير من الموضوعات المطروحة لا تقدم جديداً، وإنما هي تكرار للكثير من الأدبيات المنشورة سلفاً، والتي لا ينقصها العناوين المثيرة الجذابة التي تظن أن من ورائها محتوى جاذباً كذلك، وإذا هي مما يصدق فيه قول القائل (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه).

وختاماً .. فإن ما ذكرته هنا يعبّر عن وجهة نظري (الخاصة) حول الملتقيات والمؤتمرات، وأتقبل بصدر رحب اختلاف الكثيرين معي، وأن يكون هناك وجهات نظر مختلفة، وجوانب للمشهد مختلفة كذلك، ولأنني لا أعمم تلك الأحكام على (كل) الملتقيات والمؤتمرات، فإنني حضرت ولا زلت أحضر عدداً منها إن غلب على ظني الاستفادة من الأوراق أو مقدميها أو من المشاركين، خصوصاً لمن جرت العادة أن فريق العمل في إعدادها يحرص على رفع مقاييس الجودة فيما يطرح.
وللحديث صلة في مقال قادم بإذن الله، دمتم بخير،،،
محمد بن سعد العوشن
@bin_oshan
إعلامي مهتم بتطوير الذات والعمل الخيري
تم النشر في صحيفة تواصل من هنـــا
12:53 م